نص الحديث او القصة أو الاثر أو الخبر

◀️ *رقم القصة (144)* *القصة بعنوان:* 🔵 *((عمر بن الخطاب وتجارته الى الشام))* ▪️ تقول الرواية: ➖ رودي الدينوري في المجالسة وابن عساكر من طريق زيد بن اسلم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم دمشق في الجاهلية تاجرا فاخذه بطريق من بطارقة الروم قسرا فاستعمله على عمل له فلما خلى عمر به قتله ثم خرج من دمشق هاربا فما ذا جرى لعمر بعد ذلك ➖ يروي لنا زيد بن اسلم عن أبيه اسلم مولى عمر بن الخطاب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال خرجت مع اناس ثلاثين من قريش في الجاهلية في تجارة الى الشام فلما خرجنا نسيت شيئا لي فرجعت وقلت لاصحابي تقدموا وانا الحقكم قال فذهبت لحاجتي وبين أنا في سوق من أسواقها بدمشق إذا أنا ببطريق قد جاء ومعه بعض جنوده ➖ فأخذ يجرني جرا فذهبت لأنازعه فقيل لي لا تفعل فليس لك منه النصف - أي لا أحد يستطيع أن ينصفك في هذه البلاد منه - فهو بطريق - والبطريق يعني قائد من قواد جيش الروم - ذو رتبة رفيعة يشبه ما يسمى اليوم بالجنرال - لعلو رتبته ورفيع منصبه – ➖ قال فأخذوني حتى ادخلت إلى كنيسة فلما ادخلت الكنيسة إذا تراب كثير متراكم بعضه على بعض فدفع الي مجرفة وفأسا وزنبيلا وقال أنقل هذا التراب واحفر لي ههنا بئرا ثم مضى ومن معه ➖ قال عمر فبقيت أتفكر في أمري كيف أصنع؟ ما لهذا قدمت الشام إنما قدمتها تاجرًا لا عاملا لبطريق من بطارقة الروم ➖ قال فجلست مكاني ولم أحرك شيئًا فجاءني الهاجرة ومعه ثياب من حرير رقيق أرى سائر جسده منها فقال لي مغضبًا لم أرك أخرجت شيئاً وضم كفه وأصابعه وضرب بها وسط راسي ➖ فقال عمر ثكلت أمك يا عمر أو قد بلغت ما ترى قال فقمت إلى المجرفة فأخذتها وضربت بها هامته فانتثر دماغه وخر ميتا فواريته تحت التراب ثم خرجت على وجهي إلى الطريق وأنا لا أدري أين أسلك من بلاد الله ➖ فمشيت بقية يومي وليلتي حتى أصبحت ثم انتهيت إلى دير من دور النصارى - والدير خان النصارى - بناء معد لسكنى الرهبان والراهبات النصارى – ➖ قال عمر ثم بلغت ديرا فاستظللت بظله فخرج إلي رجل من أهل الدير فقال لي يا عبد الله ما يجلسك هاهنا فقلت له أضللت أصحابي فنظر إلي متأملا ثم قال والله ما أنت على طريق وإنك لتنظر بعين خائف ولكن قم فادخل فأصب من الطعام والشراب واسترح ونم واقم ما بدا لك ➖ قال فأدخلني وجاءني بطعام وشراب والطف لي ثم صعّد في البصر وخفضه ثم قال لي يا هذا قد علم أهل الكتاب أنه لم يبق على وجه الأرض أحد أعلم بالكتاب مني وإني أجد في صفتك أنك من يخرجنا من هذا الدير ويغلب على هذه البلاد ➖ قال عمر فقلت له أيها الرجل قد ذهبت في غير مذهب فقال له الراهب فما اسمك قال عمر بن الخطاب قال أنت والله صاحبنا من غير شك فاكتب لي على ديري هذا وأهله ومن فيه أمانا قال عمر أيها الرجل قد صنعت معروفا فلا تكدره ➖ قال الراهب إنما هو كتاب في رق تكتبه ليس عليك فيه مؤونة ولا تبعه فإن تكن صاحبنا فهذا الذي نريد وإن تك الاخرى فليس يضرك في شيء ➖ قال عمر فقلت هات قال فكتبت له أمانا ثم دفعته إليه ودعا بنفقة وثوب ودفعها إلي ثم دعا بأتان قد أوقفت - والأتان هو أنثى الحمار - وأوقفت أي وضع عليها إكافها - والإكاف للأتان كالسرج للخيل - قال ثم قال لي أتسمع ➖ قلت بلى قال إركب هذه الأتان فإنها لا تمر على أهل دير إلا عرفوها فعلفوها وسقوها حتى تبلغ فإذا بلغت فخل عنها واضرب وجهها مدبرة فانها تعلف وتسقى حتى تصل الينا قال عمر فركبتها وسرت عليها فلم امر بقوم الا علفوها وسقوها حتى ادركت اصحابي متجهين الى الحجاز فنزلت عنها وضربت وجهها مدبرة وسرت مع اصحابي حتى قدمت على اهلي ➖ ويدور الزمان دورته ويكرم الله الانسانية بمبعث خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام ويكون عمر احد اخص اتباعه بل احد وزيريه رضي الله عنه ثم يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى ويتبعه ابو بكر وتؤول الخلافة الى عمر فيجند الاجناد ويمصر الامصار ويبعث بالجيوش الى الافاق رضي الله عنه ➖ ويقدم عمر دمشق الشام ايام خلافته فياتيه ذاك الراهب صاحب دير العدس بالامان الذي كتبه له فلما فضه عمر وقرا ما فيه تذكر ما كان منه وعجب غاية العجب فقال له الراهب اوفني بشرطي يا امير المؤمنين فقل له عمر ليس لعمر ولا لآل عمر من هذا الامر شيء ولكن استشير في امرك المسلمين ➖ فقالوا له نرى ان تفي له بشرطه يا امير المؤمنين فانهم يضيفون الضيف ويرشدون الطريق ويهدون الضال قال ان فعلوا ذلك شكرنا صنيعهم قالوا نعم نفعل ذلك يا امير المؤمنين فوفى لهم عمر رضي الله عنه بشرطه ثم اقبل على الناس يحدثهم حديثه حتى اتى على اخره .