: القسم

22- المرأة المسلمة

: عنوان الفتوى

حكم حجاب الأمة (العبدة الخادمة)

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحد العلمانيين السلوليين أخرج لي رواية عن منع عمر بن الخطاب لأمة من ارتداء الحجاب؟ فما صحة رواية منع عمر بن الخطاب لأمة من ارتداء الحجاب؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ◼️◼️◼️ 📙 وردت عدة روايات في هذا الصدد ومنها: ▪️▪️▪️ ⏹️ حدثنا وكيعُ بنُ الجراح، قَالَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: رأى عُمرُ رضي الله عنه أمةً لنا متقنعة فضربها وَقَالَ: لا تشبهي بالحرائر. 📝 ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، في الأمة تصلي بغير خمار (2/ 41) 📝 وهذا إسنادٌ صحيح ═══❁✿❁═══ 📙 وفي رواية: ⏹️ رأى عمرُ رضي الله عنه أمةً عليْها جِلبابٌ فقال : عَتَقْتِ ؟ قالتْ : لا ، قال ضَعِيهِ عن رَأْسِكِ ، إِنَّما الجِلْبابُ على الحَرَائِرِ ، فَتَلَكَّأَتْ فقامَ إليها بِالدُّرَّةِ ، فضربَ رأسَها حتى ألقَتْهُ. 📝 أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (6295) ➖➖➖➖ 📚 الشرح: 🟰🟰 🟪 عُرِفَ عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه في خِلافتِه بالقُوَّةِ في الدِّينِ والعَدلِ بينَ الرَّعيَّةِ مع إرشادِهم إلى أُمورِ دِينِهم ودُنياهم. وفي هذه الرواية يقولُ أَنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "رَأَى عُمَرُ أَمَةً"، أي: رأى عُمرُ بنُ الخَطَّابِ جارِيَةً مَمْلوكةً، "عليها جِلْبابٌ"، أي: على رَأْسِها ثَوْبٌ تَحجَّبَتْ وتَقنَّعَتْ به، وكان هذا الحِجابُ يَختصُّ بالنِّساءِ الحرائرِ لأجْلِ ما كان يَتعرَّضونَ له مِن فُسَّاقِ المدينةِ عندَ الخروجِ لقَضاءِ حاجتِهنَّ فمَيَّزهم الله عزَّ وجلَّ بالحِجابِ، "فقال: عَتَقْتِ؟"، أي: سَأَلَها هل تَحَرَّرْتِ مِنَ الرِّقِّ وأَصْبَحْتِ حُرَّةً؟ "قالتْ: لا، قال: ضَعيهِ عنْ رَأْسِكِ"، أي: أَنْزليهِ عن رَأْسِكِ "إنَّما الجِلبابُ على الحَرائِرِ"، أي: فُرِضَ عليهِنَّ لِيُميَّزَ به الحَرائِرُ عن الإماءِ، "فَتَلَكَّأَتْ"، أي: تأَخَّرَتْ في تَنْفيذِ أَمْرِهِ، "فقام إليها بالدِّرَّةِ" وهي عَصًا صَغيرةٌ كان يُمْسِكُها في يَدِهِ "فَضَرَبَ رَأْسَها حتى أَلْقَتْهُ"، أي: حتى أَنْزلَتِ الثَّوبَ من فَوقِ رَأْسِها، حتى لا تكونَ بِهَيْئَةِ الحَرائِرِ، ولئَلَّا يُنسَبَ إلى الحَرائِرِ التَّبرُّجُ والمَشْيُ؛ لأنَّ الإماءَ يَنْصَرِفْنَ في خِدْمَةِ سادِاتهِنَّ؛ فيَكْثُرَ خُروجُهُنَّ لذلك وتَطْوافُهُنَّ. ▪️▪️▪️▪️▪️ ✔️ وفي هذه الرواية: حِرصُ الإمامِ على تَوجيهِ الرَّعيةِ والأخذِ على أيديهم. ☑️ وفيها ايضاً: لجوءُ الحاكمِ إلى التعزيرِ إذا وَجَدَ مُخالفةً في الرَّعيةِ، أو تَباطُؤًا في تَنفيذِ الأمرِ الشَّرعيِّ. ═══❁✿❁═══ 📙 وفي رواية: 🔘 أن "عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه كان يطوف فى المدينة فإذا رأى أمة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول :فيم الإماء يتشبهن بالحرائر " 📝 كتاب طبقات ابن سعد الجزء السابع ص 127 ═══❁✿❁═══ 📙 وقال أنس رضي الله عنه: 🔘"مرت بعمر بن الخطاب رضي الله عنه جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يا لكاع أتتشبهين بالحرائر ألقى القناع" ═══❁✿❁═══ 📙 وروى أبو حفص 🔘أن عمر كان لا يدع أمة تقنع في خلافته " ═══❁✿❁═══ 📙 وفي رواية: 🔘 " أن عمر رضي الله عنه ضرب أمة لآل أنس رآها متقنعة وقال اكشفي رأسك ولا تتشبهى بالحرائر" 📝 المغني لابن قدامة الجزء الأول ص 351 ═══❁✿❁═══ 📙 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: 🔘 " إماء عمر كن يخدمننا كاشفات عن شعورهن 📝 سنن البيهقي الجزء الثاني ص 227 ═══❁✿❁═══➖➖➖ 🟥 وكعادة أهل التدليس والتشويه والتحريف يريدون طرح الشبه لصرف الناس عن دينهم ومعتقداتهم لكن اهل العلم لهم بالمرصاد بإذن الله ▪️▪️▪️ 🟢 ومما قاله اهل العلم للرد عليهم: 📗 وفي تفسير قوله تعالى: 🔖 ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ﴾ 📝 الاحزاب 59 ═══❁✿❁═══ 📚 قال: هذا في الْحَرَائِر حَتَّى لَا يَخْتَلِطْنَ بِالْإِمَاءِ ; فَإِذَا عُرِفْنَ لَمْ يُقَابَلْنَ بِأَدْنَى مِنْ الْمُعَارَضَة مُرَاقَبَة لِرُتْبَةِ الْحُرِّيَّة , فَتَنْقَطِع الْأَطْمَاع عَنْهُنَّ . ➖➖➖ ⚠️ وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنْ تُعْرَف الْمَرْأَة حَتَّى تُعْلَم مَنْ هِيَ . ➖➖➖ 🔳 وَكَانَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِذَا رَأَى أَمَة قَدْ تَقَنَّعَتْ ضَرَبَهَا بِالدِّرَّةِ , مُحَافَظَة عَلَى زِيّ الْحَرَائِر . ➖➖➖ 🔳 وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ يَجِب السَّتْر وَالتَّقَنُّع الْآن فِي حَقّ الْجَمِيع مِنْ الْحَرَائِر وَالْإِمَاء . ➖➖➖ 🔳 وَهَذَا كَمَا أَنَّ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَعُوا النِّسَاء الْمَسَاجِد بَعْد وَفَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ 📕 قَوْله : 🔖 ( لَا تَمْنَعُوا إِمَاء اللَّه مَسَاجِد اللَّه ) 📝 متفق عليه. ➖➖ 📕 حَتَّى قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا : 🔖لَوْ عَاشَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَقْتنَا هَذَا لَمَنَعَهُنَّ مِنْ الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد كَمَا مُنِعَتْ نِسَاء بَنِي إِسْرَائِيل 📝 متفق عليه. ═══❁✿❁══════❁✿❁═══ 🔶 فعمر بن الخطاب رضى الله عنه لم ينزع عن الإماء الحجاب بل نزع عنهن القناع أي غطاء الوجه ولا اشك ان هناك فرق بين الحجاب والقناع ◾ فالشخص المقنع هو من يضع قناعا على وجه ليخفيه وهنا كان أمر عمر للإماء بعدم إخفاء وجوههن حتى يعرفن ويميزن عن الحرائر ◾ والحكمة من ذلك انه في ذلك الزمن لم تكن أخلاق الإماء كأخلاق الحرائر فقد يبدر من الأمة ما لا يبدر من الحرة. ⚫ ومما يوحي او يبرهن أنه قد يبدر من الإماء مالا يبدر من الحرائر أنهن متعددات الاعراق والديانات والمشارب وهذا إن حصل فقد يسيء إلى المجتمع ككل لذلك كان لا بد من التمييز بين الحرة والأمة ⭕ على اننا نعلم ان عقوبة الأمة نصف عقوبة الحرة وهذا بلا شك من رحمة الشريعة بهن ومن التخفيف عليهن كما هو شأن ترك القناع وعدم وجوب الحجاب الكامل فضلاً عن تضررهن منه بسبب قيامهن بأعمال الخدمة. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼