: القسم

28- الصيام وأحكام رمضان

: عنوان الفتوى

تكهنات حول ليلة القدر

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله فيكم ما قولكم في هذا الكلام؟ يقول القائل: ان ليلة القدر هي ليلة الـ 27 أو الـ 21 وتكون ليلة مفردة وباردة وممطرة وأستدل بقصة أذكر بعضها وهي عندما أن أحد الصحابة لما رأى جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فيه طين من كثر السجود في ليلة الـ 21 من العشر الاواخر وكانت تلك الليلة فيها مطر. فهل إذا وافقت إحدى الليالي الوترية فيها مطر تكون أرجى من غيرها أن تكون ليلة القدر؟ وآخر يقول: هي ليلة الـ ٢٣ وتكون ليلة الجمعة ‏يقول ابن رجب: وإن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة ‏جمعة فهي أرجى من غيرها. فقولوا: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين وفيكم بارك الله 🔳 أولاً: هذا لا يصح ولا أصل له بغض النظر عن قائله. ═══❁✿❁═══ 🟦 ثانياً: ليلة القدر هي في العشر الاواخر من رمضان وفي الوتر منها أقرب لكنها قد تأتي في الشفع أيضاً ➖ ومع ذلك لا يمكن التكهن بمعرفتها على وجه الدقة ➖ وحتى لو عرفت فالأصل في المسلم ألا يتكاسل عن قيام العشر كلها بغية تحصيل الثواب والأجر الكامل وان يقع عمله فيها على وجه التأكيد ولا ينبغي للمسلم أن يكون مثبطاً للهمم مفتراً للعزائم، بقولٍ يقوله بغير علم. ═══❁✿❁═══ 🟪 فربما بل كثير من الناس سيتركون القيام والتهجد والاجتهاد في العبادة بسبب قول هذا القائل الجاهل. ➖ وظناً منهم ان ليلة القدر قد مرت ومضت، ومن يتحمل تبعات هذا الا ذاك الجاهل؟ 🔸 حتى لو كانت هناك علامات قبل ليلة القدر (مع ان هذا لا يثبت البتة) لكن فرضاً حتى لو كانت هناك علامات وأمارات تسبقها وقد رآها أحدهم لا ينبغي للمسلم أن يخبر بها الناس كي لا يتقاعسوا عن العبادة. ♦️ فما بالكم لو انها ليست لها علامات لا قبلها ولا بعدها ثم يتخرّص أحدهم بتخرّصات باطلة وتكهّنات فاسدة لا أصل لها ليوقع الناس بالكسل والتقاعس عن الاجتهاد في العبادة ؟؟ !!! فكل هذا يتحمله ذاك القائل الجاهل. ➖ الذي تسبب بتفتير العزائم وتكسيل أصحاب الهمم وتثبيط عزام أهل العزم. ➖ فلو سكت لكان خيراً له وللمسلمين. ═══❁✿❁═══ 🟩 وأما بالنسبة لقصة سجود النبي صلى الله عليه وسلم في ماء وطين فهو صحيح وقد تكرر في ليلة الـ 21 وفي ليلة الـ 23 🔸 أما أن تكون هذه علاماتها أو أن أي ليلة فيها مطر هي أرجى من غيرها فهذا الكلام لا أصل له ♦️ لكن هذا قد حصل ووقع في تلك السنة فقط ➖ حتى حينما تكرر لم يكن بنفس التاريخ فتارة وقع في ليلة 21 وتارة في 23 ❌ ولم يثبت انه تكرر حتى في عهده صلى الله عليه وسلم مرة أخرى ⛔ *فلا يمكن تعميمه الآن* ═══❁✿❁═══ 🔸 كما ثبت أنه كانت الشمس صبيحة ليلة القدر لا شعاع لها 🔸فهذه كانت في عهده صلى الله عليه وسلم ولا يمكن تعميمها الا بدليل ♦️ولم يُنقل الينا تواتر هذه العلامات من أحد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ولا من التباعين ولا من بعدهم من الأئمة المهتدين. 🟰 فحريّ بنا ان لا نفوّت العمل في جميع أيام العشر الأواخر شفعها ووترها على حد سواء. 🔸 فربما تأتي ليلة القدر في ليلة *شفع* وليس بالضرورة في الليالي *الوترية* فقط. ➖ *والأدلة كثيرة على هذا:* ═══❁✿❁═══ ⚫ ثم الدعاء هذا لا يثبت ومع ذلك لا حرج فيه وبأي دعاء آخر مشروع في أي ليلة وليس هناك دعاء خاص ثابت في ليلة القدر بل يدعو المسلم بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. ═══❁✿❁═══ 🟫 رأى ابن مسعود رضي الله عنه اقواماً بين أيديهم حصى يذكرون بها الله تعالى من أجل ضبط العدد 🔷 فَقَالَ لهم: مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، ➖➖➖ 🔘 وكما قال أهل العلم: لا أرى هذا المنشور إلا من هذا النوع، فهذا تنطع وتكلف في دين الله، أما يسعه أن يدع الناس يجتهدون في العشر كله، لماذا يحرص على أن يجعل ليلة القدر محصورة بـ 27، ألأجل الا يجتهدوا إلا تلك الليلة ويتركوا ما سواها. دعكم من هذا كله إخواني، فهذا كله تكلف ليس من دين الله في شيء. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼