: القسم

1- العقيدة الإسلاميّة

: عنوان الفتوى

حكم القول بأن دخول الجنة يكون بعمل العبد

: السؤال

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* *شيخنا الغالي* سؤال أحد الأخوة يقول دار حديث بيني وبين رجل نصراني حول موضوع كيف ندخل الجنة المسلم يقول ندخل برحمة الله علينا والنصراني يقول يدخل الإنسان في أعماله والاخ يريد معلومة كافيه حول كيف ندخل الجنة وهل الأعمال تدخلنا الجنة لكي يرد على النصراني بارك الله فيك *وجزاكم الله خيرا*

: الإجابة

*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته* 📗 قال سبحانه: 🔖 *﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ وَنَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلࣲّ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدَىٰنَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ* 🔖👈🏼 *وَنُودُوۤا۟ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ👉🏻﴾* 📝 [الأعراف ٤٢-٤٣] 📗 وقال سبحانه: 🔖 *ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ أَنتُمۡ وَأَزۡوَ ٰ⁠جُكُمۡ تُحۡبَرُونَ یُطَافُ عَلَیۡهِم بِصِحَافࣲ مِّن ذَهَبࣲ وَأَكۡوَابࣲۖ وَفِیهَا مَا تَشۡتَهِیهِ ٱلۡأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلۡأَعۡیُنُۖ وَأَنتُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ* 🔖👈🏼 *وَتِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِیۤ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ 👉🏻 لَكُمۡ فِیهَا فَـٰكِهَةࣱ كَثِیرَةࣱ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾* 📝 [الزخرف 70-73] 📕 وقال عليه الصلاة والسلام: 🔖 *👈🏼 لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ،👉🏻 فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ.* ثابت صحيح البخاري 📕 وقال عليه الصلاة والسلام: 🔖 *سَدِّدُوا وقارِبُوا وأَبْشِرُوا، فإنَّه 👈🏼لا يُدْخِلُ أحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بمَغْفِرَةٍ ورَحْمَةٍ👉🏻* 📝 متفق عليه 📕 وقال عليه الصلاة والسلام: 🔖 *👈🏼لا يُدْخِلُ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ الجَنَّةَ، ولا يُجِيرُهُ مِنَ النَّارِ، ولا أنا، إلَّا 👈🏼 برَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ.* 📝 صحيح مسلم. ⚠️ فالكثيرون يظنّون أن هناك تعارض بين قول الله سبحانه في هاتين الآيتين : 1️⃣ *وَنُودُوۤا۟ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ 👈🏼 تَعۡمَلُونَ* 2️⃣ *وَتِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِیۤ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ👈🏼 تَعۡمَلُونَ* ⚠️ وبين قوله عليه الصلاة والسلام في عدد من الأحاديث: 1️⃣👈🏼 *لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ* 2️⃣👈🏼 *لا يُدْخِلُ أحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ* 3️⃣👈🏼 *لا يُدْخِلُ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ الجَنَّةَ* ✅ *والحقيقة:* 🔴 لا تعارض ، وخاصة إن علمنا ان حرف الباء الوارد في الآيتين: *بِــ مَا كُنتُمۡ 👈🏼 تَعۡمَلُونَ* هي للسببية وليست للجزاء. ⚫ يعني ان عملكم هو السبب لدخول الجنة - لكنه ليس مكافأة لأعمالكم. 🟢 وإنما دخول الجنة يكون برحمة الله وفضله وكرمه ومغفرته. 🔘 فالعمل وحده ليس كافياً لدخول الجنة ، بل هو سبب ثم برحمة الله وفضله ومغفرته ، حيث ان الجنة ليست مكافئة لأعمال العبد - يعني ان عظم هذه النعمة ليس ثمناً لتلك الأعمال - فقيمة الجنة اكبر من هذه الأعمال - ولكن الجنة هي بفضل الله ورحمته فقط. 📕فقول النبي صلى الله عليه وسلم: 👇🏻 *لا يُدْخِلُ أحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ* 👇🏻 📍 أي مهما عمل من خير وبر وقربات وكان من أتقى الأتقياء بل حتى نبي من الأنبياء ... لا يستحق الجنة كمقابلة لعمله ، وإنما عمله السبب ، والمقابل هو رحمة الله ومغفرته وفضله وكرمه. 📕 لذلك قال عليه الصلاة والسلام: 👇🏻 1️⃣ *ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ،👉🏻* 2️⃣ *ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بمَغْفِرَةٍ ورَحْمَةٍ👉🏻* 3️⃣ *ولا أنا، إلَّا برَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ.👉🏻* ◀️◀️◀️ ⛔⛔⛔ ‼️ وهناك حديث مشهور يدعو به المتمشيخون قديماً وحديثاً وهو ضعيف منكر لا يثبت. 👇🏻 ✖️ *اللَّهُمَّ اقسِمْ لنا من خَشيَتِك ما تَحولُ به بينَنا وبين ❌ معاصيك، ومن طاعَتِك ما تُبلِّغُنا به جَنَّتَك👉🏻 ، ومن اليقينِ ما تُهوِّنُ به علينا مصائِبَ الدُّنيا، ومتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحيَيتَنا، واجْعَلْه الوارِثَ مِنَّا، واجْعَلْ ثَأْرَنا على مَن ظَلَمَنا، وانصُرْنا على مَن عادانا، ولا تَجعَلْ مُصيبَتَنا في دِينِنا، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا، ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا غايَةَ رَغبَتِنا، ولا تُسلِّطْ علينا مَن لا يَرحَمُنا.* 📝 أخرجه الترمذي والنسائي وغيرهما. ⭕ والسند فيه عبيد الله بن زحر وهذا الراوي كثير الخطأ. ⭕ والمتن فيه نكارة: 👇🏻 🚫 لفظة معاصيك غلط ✅ والصواب *معصيتك* ⛔ فالله ليس له معاصي ، وإنما العبد هو من يعصي الله سبحانه. ✅ فالصواب: معصيتك = من قبل العبد وليست معاصيك أنت (استغفر الله). ⚫ والقول: 👇🏻 🚫 *ومن طاعَتِك ما تُبلِّغُنا به جَنَّتَك* ❌ فليس هناك عمل يستحق به العبد الجنة اصلاً. ✅ وإنما هي رحمة الله وفضله وكرمه ومغفرته. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼