: القسم

28- الصيام وأحكام رمضان

: عنوان الفتوى

حكم الجماع في نهار رمضان

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب هل صحيح أن بعض العلماء استدلوا بقصة الصحابي سلمة او سلمان بن صخر أنه من أفطر متعمدًا عليه كفارة شهرين متتاليين؟ وما الرد الصحيح على هذا القول؟ وما هي كفارة الجماع في نهار رمضان؟ وهل هذه القصة صحيحة؟ 👈🏽 وبدأت القصة حين ظاهر سلمان بن صخر زوجته حتى يمضي رمضان، أي أقسم عليها ألا يقربها حتى يمضي رمضان وأنها عليه كظهر أمه، محرمة، ولكنه في منتصف رمضان وقع عليها وهو صائم في نهار رمضان، فجاء غلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعًا قائلًا: هلكت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم - وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا . فمكث النبي صلى الله عليه وسلم وقتًا حتى جاء أحد من الصحابة ومعه تمر يسع خمسة عشر صاعًا ليتصدق به، فقال صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟ قال: أنا. قال: خذ هذا، فتصدق به. فقال الرجل: على أفقر مني: يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين -أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه. ثم قال: أطعمه أهلك.👉🏽

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ⛔ لا يثبت هذا القول في كفارة الإفطار عمداً بل هي كفارة من جامع زوجته في نهار رمضان فقط. 🌀 فمن أفطر بالجماع فكفارته مغلظة نعم هي صيام شهرين متتابعين من غير أن يتخللها إفطار الا لعذر شرعي. 💠 فمن عجز عن الصيام أطعم ستين مسكيناً، لكنه لا يتحول الى الإطعام إن كان باستطاعته الصوم ولا يجزئ عنه. 🟣 أما من أفطر يوماً أو أكثر من رمضان متعمداً من غير عذر شرعي مستحلاً أو متهاوناً في هذه الشعيرة فقد كفر، وعليه التوبة ولا قضاء عليه. ⚫ لكنه يجدد التوبة ويكثر من صيام النوافل والصدقات والاستغفار لعل الله يتوب عليه. ◼️ انه غفور رحيم. ⚠️ ومن الأحاديث الغير صحيحة والمكذوبة في هذا السياق: 🚫 *((مَن أفطر يومًا من رمضان من غير عُذر فعليه صوم شهر)).* ❌ الدرجة: لا يصح ◼️◼️◼️ 🚫 *((مَن أَفطرَ يومًا من رمضانَ من غيرِ عُذْرٍ ولا مَرضٍ، لَم يَقضِه صَومُ الدَّهرِ وإنْ صامَه)).* ❌ الدرجة: لا يصحُّ ◼️◼️◼️ 🚫 *((من أفطر في رمضان؛ فعليه ما على المظاهر)).* ❌ الدرجة: لا يصح ◼️◼️◼️ 🚫 *((مَنْ أفطرَ يومًا في رمضانَ مِنْ غيرِ عذرٍ ولا رخصةٍ كان عليهِ أنْ يصومَ ثلاثينَ يومًا ومَنْ أفطرَ يومينِ كانَ عليهِ ستينَ يومًا ومَنْ أفطرَ ثلاثةَ أيامٍ كان عليهِ تسعينَ يومًا))* ❌ الدرجة: لا يصح ◼️◼️◼️ 🚫 *((من أفطر يومًا من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنةً، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعًا من تمر للمساكين)).* ⛔ الدرجة: مكذوب ◼️◼️◼️ 🟦🟪🟩🟨🟫⬛⬜ ♦️ والقصة لم ترد بهذه التفاصيل عند أصحاب الصحيحين ◼️ الا انها متشابهة في نهايتها مع ما ورد آنفاً ◼️◼️◼️ 📕والثابت عند اصحاب الصحيحين ما يلي: 🔖 *جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ -والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ-قَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به. قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ. * 📝متفق عليه. ◼️◼️◼️ ➖دون ذكر أنه ظاهر من امرأته قبل الوقوع عليها 🔸 والا لكان الحكم عليه بإعادة الشهرين المتتابعين كفارة الظهار 🔸 ثم صيام شهرين آخرين كفارة الجماع في نهار رمضان 🔻 وهل يفوت النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ ◼️◼️◼️ ➖ثم إن قصة سلمان بن صخر او سلمة بن صخر في هذه الرواية فيها اختلاف كبير 🟤 حيث تقول بعض الروايات انه وقع عليها ليلاً وليس في نهار رمضان 🟤 وروايات اخرى تقول في نهار رمضان 🟣 وروايات تقول إنه جاء رجل بالصدقة الى رسول الله وروايات تقول هو من ذهب الى بني زريق ليعطوه الصدقة 🔵 عموماً ربما يكون هناك تعدد للحادثة والواقعة أو رجل آخر 🔺 ولكن//: 🔺 🔷 لو كان في ليل رمضان فلا كفارة عليه للجماع انما هي كفارة الظهار السابقة عليه اعادتها 🔶 وكيف لا يقدر على الصيام وهو كان صائماً أصلاً؟؟؟ 🔲 ثم لو كان قد وقع عليها في نهار رمضان لكانت الكفارة مغلظة ومضاعفة 🔳 وهي اعادة الشهرين كفارة الظهار 🔶 وشهرين كفارة الجماع 🔹 او عتق رقبتين وليس رقبة واحدة 🔶 واطعام 120 مسكيناً وليس 60 🟪 فالراجح والله اعلم ان قصة الظهار لا تثبت وانما هي الجماع في نهار رمضان فقط. ◼️◼️◼️ 🟫 وهذه بعض الروايات: ◼️◼️◼️ 1️⃣ 🔖 *أنَّ سلمانَ بنَ صخرٍ الأنصاريَّ أحدُ بني بياضةَ جعل امرأتَهُ عليه كظهرِ أمِّه حتَّى يمضيَ رمضانُ فلمَّا مضَى نصفٌ من رمضانَ وقع عليها ليلًا فأتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فذكر ذلك له ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أعتِقْ رقبةً قال : لا أجدُها قال : فصُمْ شهرينِ متتابعينِ قال : لا أستطيعُ قال : أطعِمْ ستين مسكينًا قال : لا أجدُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم لفَروةَ بنَ عمرٍو أعطِهِ ذلك العِرقَ وهو مكتلٌ يأخذُ خمسةَ عشرَ صاعًا أو ستةَ عشرَ صاعًا إطعامُ ستين مسكينًا .* 📝 اخرجه الترمذي. ◼️◼️◼️ 2️⃣ 🔖 *عن سلَمةَ بنِ صخرٍ الأنصاريِّ قالَ : كنتُ رجلًا قد أوتيتُ من جماعِ النِّساءِ ما لم يؤتَ غيري، فلمَّا دخلَ رمضانُ تظاهرتُ مِن امرأتي حتَّى ينسلخَ رمَضانُ فَرقًا من أن أصيبَ منها في ليلي فأتتابعَ في ذلِكَ إلى أن يُدْرِكَني النَّهارُ وأَنا لا أقدِرُ أن أنزعَ، فبينما هيَ تخدُمُني ذاتَ ليلةٍ إذ تَكَشَّفَ لي منها شيءٌ فوثبتُ عليها، فلمَّا أصبحتُ غدوتُ علَى قومي فأخبرتُهُم خبري فقلتُ: انطلقوا معي إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فأُخْبِرَهُ بأمري، فقالوا: لا واللَّهِ لا نفعلُ، نتخوَّفُ أن ينزلَ فينا قرآنٌ أو يقولَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مَقالةً يُبقي علَينا عارُها، ولَكِن اذهب أنتَ فاصنَع ما بدا لَكَ. قالَ: فخَرجتُ فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فأخبرتُهُ خبري، فقالَ: أنتَ بذاكَ؟ قلتُ: أَنا بذاكَ. قالَ: أنتَ بذاكَ؟ قلتُ: أَنا بذاكَ. قالَ: أنتَ بذاكَ؟ قلتُ: أَنا بذاكَ، وَها أَنا ذا فأمضِ فيَّ حُكْمَ اللَّهِ فإنِّي صابرٌ لذلِكَ. قالَ: أعتِق رقبةً. قالَ: فضَربتُ صفحةَ عُنقي بيدي، فقلتُ: لا والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما أصبحتُ أملِكُ غيرَها. قالَ: فصم شَهْرين. قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ وَهَل أصابَني ما أصابَني إلَّا في الصِّيامِ. قالَ: فأطعِم ستِّينَ مسكينًا: قلتُ: والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لقد بِتنا ليلتَنا هذِهِ وحشَى، ما لَنا عشاءٌ. قالَ: اذهَب إلى صاحبِ صدقةِ بَني زُرَيْقٍ، فقل لَهُ فليَدفعها إليكَ فأطعِم عنكَ منها وسقًا ستِّينَ مِسكينًا، ثمَّ استعن بسائرِهِ عليكَ وعلى عيالِكَ قالَ: فرجَعتُ إلى قومي، فقلتُ: وجدتُ عندَكُمُ الضِّيقَ وسوءَ الرَّأيِ، ووجدتُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ السَّعةَ والبرَكَةَ، أمرَ لي بصدقتِكُم فادفعوها إليَّ فدفعوها إليَّ* 📝 اخرجه الترمذي. ◼️◼️◼️ ✅ والأهم من هذا أنه لا يستفاد من هذه الروايات أن من جامع زوجته في نهار رمضان لا شيء عليه بل عليه الكفارة المغلظة ◼️◼️◼️ 📌 واما عن الجماع في نهار رمضان فهذا أمر لا يجهله أحد في ديار الإسلام، فإن حصل الجماع عمداً فعلى الزوجين كفارة مغلظة مع التوبة إلى الله تعالى سبحانه ، والكفارة هي على الترتيب: ⬅️ عِتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع ⬅️ فصيام شهرين متتابعين ستين يوما متتابعة لا يتخللها فطر. ، فإن لم يستطع ⬅️ فإطعام ستين مسكينًا، ⬅️ وعلى المرأة مِثل ذلك إذا كانت راضية ومطاوعة غير ممانعة 🚫 وإن كانت مكرهة ومجبرة ومرغمة وكارهة فعليها القضاء فقط. 🚫 ◼️◼️◼️ 📌 والجهل في هذا لا يعفيه من الكفارة، لكن ربما يسقط عنه الإثم، وأما الكفارة فقد ألزم النبي صلى الله عليه وسلم بها ذلك الرجل الذي أخبره أنه جامع في نهار رمضان، ولم يكن يعلم ما الذي يجب عليه من الكفارة، فلم يعفه النبي صلى الله عليه وسلم من الكفارة. ◼️◼️◼️ 📌 وأما الناسي أو المكره فعليه القضاء دون الكفارة. ◼️◼️◼️ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼