: القسم

19- والد وولد

: عنوان الفتوى

حكم صيام الطفل في سن العاشرة

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. هل نستدل من هذا الحديث على وجوب الصيام على الطفل في سن العاشرة ايضاً ؟ وفي أي عمر يجب أن يصوم الطفل؟

: الإجابة

🔹 العبادات البدنيّة *(الصلاة أو الصيام أو الحج - وغيرها من العبادات)* لا تجب على المسلم إلا بالبلوغ *(ذكراً كان أم أنثى)* 🔹 وأما قبل البلوغ فمن باب التعليم والتدريب والترغيب ليكون متهيئاً لها وقت بلوغه فلا يقصر فيها ولا يخطئ في ادائها . ✅ وله الأجر على صلاته وصيامه وحجّه وعمرته وغيرها من العبادات بلا شك ولوالديه ومن علّمه مثل ذلك. ⛔ ولا يجوز إجبار الطفل على أداء العبادات مُكرهاً لا من صلاة ولا من صيام ولا غيرها من العبادات ▪️ وخاصة إن شقّ عليه أداؤها ، لأنه غير مكلف بها اصلاً. ▪️ والأصل في الترغيب والتعليم أن يكون برفق ولين وتشجيع دون ضرب ولا إكراه ولا تنفير ▪️ وفي حال ترك الطفل (الغير مكلف والغير بالغ) صلاته او اي عبادة فلا إثم عليه ولا على والديه. 📍📍📍 ⚠️ وأما الحديث المشهور بين الفقهاء والمتمشيخين قديماً وحديثاً: ❌ *((مُروا أَولادَكُم بِالصَّلاةِ وهُم أَبناءُ سبعِ سِنينَ، واضْرِبوهنَّ عَليها وهُم أَبناءُ عَشرٍ، وفَرِّقوا بَينَهُم في المَضاجِعِ)).* 🚫 فهو حديث *لا يصح* ✖️ بل ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم اصلاً.❌ 📍📍📍 🚫 فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يأمر طفلاً غير مكلف بالعبادة فضلاً عن أن يأمر بضربه. ‼️ فعواقب ضرب الطفل كلها سلبية ⭕ واهم ما سيفعله الطفل انه إما سيكره الصلاة والعبادة ⭕ أو سيتعلم الكذب للنجاة من الضرب والعقاب ⭕ ولن يؤدي العبادة والصلاة بإخلاص بل خوفاً من العقاب . ❌ 🟰 وقبل كل هذا هو ليس حديثاً نبوياً ولا يمكن ان يكون ⭕ ▪️ فالأصل في تعليم الطفل أن يكون بالحسنى لا بالضرب 🔻 حيث يأمر ربنا سبحانه عباده بالصبر لا بالضرب: ▪️▪️▪️ 📗فالله سبحانه وتعالى يقول: 🔖 *وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ* 📝 طه 132 ▪️▪️▪️ ◼️ فإذا كان هذا حال الرجل مع زوجته البالغة الراشدة المكلفة! 🔹 فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب من لم يكلف أصلا؟؟؟ ▪️▪️▪️▪️▪️▪️ 🌺 فمن باب التعليم نعم يحاول الوالدان ايقاظ طفلهم *(ذكراً كان أم أنثى)* الى صلاة الفجر بأسلوب يرونه مناسباً لطفلهم او طفلتهم وكذلك الى بقية الصلوات فيحاول الوالد اصطحاب ولده الذكر معه الى المسجد ليعلمه أثناء الطريق آداب دخول المسجد والأذكار اثناء الدخول والخروج وكذلك طريقة الوقوف في الصف وقول آمين خلف الإمام وعدم الحركة والتشويش وأنّ هذا لا يليق ببيت من بيوت الله احتراماً لقدسية هذا المكان ولمن نعبده بداخله ........ ▪️▪️▪️ 🌹 وكذلك تفعل الأم مع ابنتها فتشتري لها ملابس الصلاة وترغّبها بالحجاب وتصحبها الى الصلاة بجانبها في البيت او الى المسجد والركن الخاص بالنساء وتعلما كذلك آداب المسجد كما فعل الوالد ..... ▪️▪️▪️ 🌻 ومن كانت تصلي في بيتها فتوقفها الى جانبها وتعلّمها كل ما ورد ورويداً رويداً يعلم الوالدان اطفالهما طريقة الطهارة والعبادة من صلاة وغيرها برفق ولين وترغيب وتشجيع وتقديم الهدايا وبعض الجوائز في بعض الأحيان خاصة عند التزامهم وعدم تغيبهم. ▪️▪️▪️ ☑️ وفي حال كان الجور بارداً عند الفجر يُعفى الطفل من الإيقاظ في حال تذمّر من البرد ولكنه ينبّه على غلط فعلته بأسلوب اثناء النهار ويعطى وعوداً بتحقيق بعض مطالبه ان حافظ ولم يقصر او يترك صلاته *( وهنا يُنتبه لناحية مهمة جداً وهي: عدم الاخلاف في الوعد معه في حال التزم حتى لا تكون هذه القضية سبباً لهجره للصلاة وهو يرى ان والداه يكذبان - لذلك لا تعطي وعداً أنت غير قادر على تنفيذه وتحقيقه لطفلك)* ▪️▪️▪️ 🌺 وعلى الوالدين أن يقتصروا في بداية تعليمهم على الجانب الترغيبي فقط ▪️▪️▪️ 🚫 ولا يقتربا من الجانب الترهيبي في بداية الأمر البتة حتى لا يصيبهم عقدة من هذا التخويف الذي لا يُتقن اساليبه كثير من الآباء وخاصة من بعض اقوالهم المنفّرة والتي لا يستوعبها عقل الطفل في بداية عمره ▪️▪️▪️ ☑️ ويُترك جانب الترهيب الى ما بعد سن العاشرة فما فوق ويكون بأسلوب تربوي سليم صحيح مبني على ادلة من الكتاب والسنة وكذلك ليس بالتفصيل الكامل فالترهيب احياناً ينقلب الى تنفير فيصدّ الطفل عن العبادة برمتها والسبب هو الترهيب الى حد التنفير والتخويف المفرط. 🤲🏻 وفقكم الله جميعاً لطاعته وحفظ أطفالنا واطفالكم وأبناء المسلمين الموحدين أجمعين انه سميع مجيب. ▪️▪️▪️▪️▪️▪️ 🟨🟨 واما عن الصيام: 🟨🟨 🛑 فلا يجب الصيام على غير البالغ والبالغة ☑️ لكن ينبغي تدريب الأطفال وتعليمهم وتمرينهم على الصيام (المتدرج) منذ الصغر كي يسهل عليهم وقت البلوغ ❌ ولا يجبرون ولا يعنّفون على ترك الصيام لما فيه من ردود أفعال عكسية ونتائج سلبية كونه غير مفروض عليهم في هذا السن✅ ويمكن السماح للطفل بالإفطار حينما يشق عليه المتابعة وتمرينه في اليوم التالي على زيادة ساعات الصيام مع ايقاظه في وقت السحور ليتقوى به على الصيام وهكذا حتى يصل به الامر الى صيام نهار رمضان كاملاً دون تعب. ▪️▪️▪️ 🛑 فلا تجب أي عبادة على الطفل (ذكراً كان أم أنثى) تحت سن البلوغ لا الصلاة ولا الصيام ولا شيء من العبادات إلا الزكاة وفيها تفصيل. 🟩 وأما قبل البلوغ فهي مسألة تعويد وتدريب، وليست أداء فرض أو واجب، وله أجر الصلاة والصيام إن فعلهما. ⛔ ولا يجوز إكراه الطفل على الصلاة فضلاً عن الصيام إن شق عليه، لأنه تكليف بغير ما كلفه الله به، بل يعوّد برفق، فما صامه فهو خير له وما تركه فلا يعنف على إفطاره ، ولا يأثم الطفل كونه غير مكلف ولا يأثم وليّه أيضاً. ▪️▪️▪️ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼