: القسم

20- النكاح والطلاق

: عنوان الفتوى

الطلاق وقت الحيض

: السؤال

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* كيف حالكم شيخنا الكريم حفظكم الله ألا يدل حديث ابن عمر رضي الله عنهما عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم راجعها ألا يدل هذا على وقوع الطلاق وأمره له بإرجاعها لكن غضبه صلى الله عليه وسلم لسبب وقوع الإثم عليه كونه طلقها أثناء الحيض؟

: الإجابة

الحمد لله بارك الله فيكم وحفظكم الجواب: ❌ *لا* 🔻 ولو كان ذلك لبيّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى تحديداً. ◀️ والنبي صلى الله عليه وسلم اول من يعلم انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. فكيف لا يبيّنه؟. مع انه بيّن العلة والسبب في نص الحديث الصحيح ، لكن غير هذه العلة والسبب الا وهي ان هذه ليست هي العدة التي امر الله بان تُطلق لها النساء - فهل بعد تبيان النبي صلى الله عليه وسلم نحاول ان نخترع سبباً آخر ونلغي هذا السبب الواضح الصريح؟؟؟. 🔝 حتى مع اختلاف الروايات حول لفظة *راجعها وارجعها* وكلاهما تعنينان عدم وقوع الطلاق اصلاً . ➖ *مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا* البخاري. ➖ *فأمَرَهُ أنْ يُراجِعَها* البخاري. ➖ *فأمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَهَا* مسلم. ✅ وهذا الأخير هو اللفظ الصحيح وإن كانت تلك الألفاظ عند البخاري تعني نفس المعنى والنتيجة لكن فهم البعض من خلالها أن الطلاق وقع لكن مع الاثم فأمره ان يراجعها خشية وقو ع الاثم. ❌ وهذا ليس صائباً إذ ليس للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجبر احداً على اعادة زوجته بعد ان طلقها وهو لا يريدها هذا من ناحية. ❌ ولا علاقة لهذا النهي والارجاع خشية وقوع الاثم لو كان هذا هو المقصود فالاثم وقع بمجرد طلاقه لها وهي في حالة حيض . ⁉️ ثم كيف يكون إثماً ومعصية مع وقوع الطلاق ؟ 🚫 ويسميه العلماء *بالطلاق البدعي* ✅ بل هو نهي عن ايقاع الطلاق في حالة الحيض وبعد الجماع لتجنب الإثم من جهة ، ولعدم وقوعه من جهة ثانية. 📕 بدلالة قوله عليه الصلاة والسلام : 🔖 *فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أمَرَ اللَّهُ أنْ تُطَلَّقَ لها النِّساءُ* 📝 متفق عليه. 📗 والمأخوذة من قوله تعالى: 🔖 *یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُوا۟ ٱلۡعِدَّةَۖ* 📝 الطلاق 1 ⁉️ ثم كيف ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البدعة ثم تكون نتائجها مقبولة.؟ 📕قال صلى الله عليه وسلم : 🔖 *( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )* 📝 صحيح مسلم . 📕وقال صلى الله عليه وسلم : 🔖 *( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)* 📝 متفق عليه. 🚫 فالطلاق البدعي منكر مردود وباطل وغير مقبول ولا يقع بنص القرآن والسنة. ⁉️ ولو كانت البدعة تقع ومقبولة فما معنى كل هذا النهي ؟ والنبي يقول مردود ⁉️ 📌 فان كنت البدعة مقبولة فلماذا ننهى عنها ونقول عنها شرك ومردودة وغير مقبولة ؟ ⁉️ ام ان هناك بدعة مقبولة وغير مردودة؟ ◀️ طالما انه طلاق بدعي فالبدعة مردودة وبالتالي الطلاق مردود وغير مقبول بنص الحديث النبوي الصحيح. ✅ وهو الذي دلت عليه النصوص السابقة. 🔝 ولو لم يكن كذلك لأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على طلاقه ولما كان لقوله صلى الله عليه وسلم هذا أي معنى ⁉️ 🟰 *فأمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حتَّى 👈🏼 تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ 👈🏼 يَمَسَّهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ.* 📝 صحيح مسلم. ⁉️ فلو وقع عليها الطلاق فما فائدة ارجاعها ثم طلاقها بعد طهرها ؟ وقبل ان يمسها ؟؟؟ 🔝 اذاً: فالطلاق لا يقع لكن الاثم هو الذي يقع فقط. 🔝 لمخالفة قول الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. 📗 وبدلالة قوله سبحانه: *فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ* 📝 الطلاق 1 📕 وقوله عليه الصلاة والسلام: 🔖 *فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أمَرَ اللَّهُ أنْ تُطَلَّقَ لها النِّساءُ* 📝 متفق عليه. ❌ فلا طلاق في حيض ولا نفاس ولا بعد جماع ومن فعل فهو آثم لكن زوجته لا يقع عليها الطلاق. 💯 ثم إن هذا التعقيد من مصلحة المسلمين رجالاً ونساء. ✅ كي لا تكون عقدة النكاح مستساغة الحلّ الا بشروطها التي أمر الله بها ورسوله فقط. ✅ وهذا من حكمة الله سبحانه ورحمته بخلقه. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼