: القسم

41- أذكار ودعاء

: عنوان الفتوى

حكم إتباع الدعاء بالمشيئة

: السؤال

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* شيخنا الفاضل الإخوة المشرفين حفظكم الله شيخنا ما حكم إتباع الدعاء بالمشيئة ؟ هلّا فصلتم كما هي عادتكم حفظكم الله لأنشر إجابتكم إن شاء الله وجزاكم الله خير الجزاء وكتب أجركم

: الإجابة

*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته* امين واياكم بارك الله فيكم وحفظكم وتقبل منا ومنكم ▪️ نعم سنفصّل بعون الله كما عهدتمونا دائماً. 🔷 *أولاً:* معنى *((المشيئة))* 🔚 إن شاء الله 🔚 *وتعني:* إن قدّر الله وأراد. 📗 قال سبحانه: 🔖 *وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ* 📝 الكهف 24 🟰 أي: يقدّر الله ذلك ويريده. 🔻 لذلك حتى من أقسم بالله واستثى (يعني قال// *والله لأفعلن كذا إن شاء الله* ) ولم يفعل فلا يحنث ولا يكفّر عن يمينه. 📘 *قالَ ابنُ مسعودٍ :* ➕ *من حلفَ على يمينٍ فقالَ : إن شاءَ اللَّهُ فقدِ استَثنى .* 📘 *وقال عبد الله بن عمر:* ➕ *مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ فقال : إنْ شاءَ اللهُ ، فلا حِنْثَ عليهِ.* 🟣 أما من أراد أن يدعو الله سبحانه في أمر فيجب عليه أن يعزم المسألة ويلحّ في الدعاء. 🛑 ولا يجوز تعليق الدعاء بالمشيئة لأن هذا ينافي حسن الظن بالله وينافي حاجة الداعي لما يطلبه وكانه يقول: أنا لست مضطراً. ❌ فلا يقول المسلم: جملة🔚 👇🏻 *إن شاء الله* في الدعاء ✅ بل المسلم يدعو بافتقار وتذلل وتضرع وحاجة ورغبة وافتقار وعزيمة والحاح واصرار.... فإن الله لا يُعجزه شيء. 📕 لقوله صلى الله عليه وسلم: 🔖 *إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ ولْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَتَعاظَمُهُ شيءٌ أعْطاهُ.* 📝 صحيح مسلم 📕 ولقوله ايضاً صلى الله عليه وسلم: 🔖 *لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فإنَّه لا مُكْرِهَ له.* 📝 صحيح البخاري. 📕 ولقوله ايضاً صلى الله عليه وسلم: 🔖 *إذا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، ولا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِنِي؛ فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ له.* 📝 صحيح البخاري. 📕 ولقوله ايضاً صلى الله عليه وسلم: 🔖 *لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ في الدُّعاءِ، فإنَّ اللَّهَ صانِعٌ ما شاءَ، لا مُكْرِهَ له.* 📝 صحيح مسلم. ⚠️ أما ما يشكل على البعض مما ورد في حديث ابن عباس في زيارة المريض والدعاء له: 📕فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: 🔖 *أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ علَى أعْرابِيٍّ يَعُودُهُ، قالَ: وكانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ علَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فقالَ له: 👈🏼 لا بَأْسَ، طَهُورٌ إنْ شاءَ اللَّهُ. 👉🏻* 📝 صحيح البخاري ⁉️ فكيف استعمل النبي صلى الله عليه وسلم جملة: *إن شاء الله* في الدعاء للمريض؟؟؟ ⏹️ لإزالة هذا الإشكال لا بد من فهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهل هو دعاء ام خبر ؟!!! ⬅️ الجواب من قولين: 1️⃣ *اولهما:* انه *خبر* وليس دعاء: ▪️ ولا شك ولا بد أن يكون من نص معصوم ولا نملك بعد كلام الله سبحانه الا كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم لنستقي من حديثه الشريف لنبين معنى هذا الكلام. 📕 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 🔖 *ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ.* 📝 صحيح البخاري. 📕 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 🔖 *ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ، حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ؛ إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ.* 📝 صحيح مسلم. 🟰 والوصَب: المرض 🟰 والنصَب: التعب. 🔝 فتبين معنا أن كل مؤمن اصابه مرض او هم او حزن او تعب او حتى الشوكة .. فإن الله يكفّر عنه بها من خطاياه. 🔺 ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على المريض لم يدعُ له بل أخبره أن ما أصابك هو كفارة لذنوبك (يخبره لا يدعو له) لأن المسلم قد حصل منه المرض وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من اصابه المرض فهو كفارة لذنوبه. ☑️ فكانت جملة: *لا بأس طهور إن شاء الله* خبرية وليست دعاء. ▪️ يعني يخبره أنك أصبحت طاهراً من الذنوب او من بعضها. 2️⃣ *القول الثاني:* انها *دعاء* 🔚 ولكن دعاء بالصبر وعدم التسخّط على الله. ▪️ والمعنى ضمني وهو: 🔝 كون النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب وهل هذا المؤمن صبر واحتسب في مرضه ومصابه أم جزع وسخط ؟؟؟ ▪️ فكانت جملة النبي صلى الله عليه وسلم: *طهور ان شاء الله* تعني ان يصبّرك الله حتى تحصل على اجر المرض وهو كفارة الذنوب. ‼️ فليس كل مريض يطهّره الله من ذنوبه. ✅ فمن كان مؤمناً وصبر واحتسب فيما أصابه واسترجع ولم يسخط على قدر الله فهذا من المشمولين بمغفرة الذنوب بإذن الله. 🔺 اما من كان بخلاف ذلك فلا يشمله العفو والمغفرة مهما أصابه كونه خرج عن صفات المؤمن. 🔷 فمن قال إنها دعاء: نقول: نعم انها دعاء لكن بطريقة أخرى وهي: 🤲🏻 اللهم اجعل هذا المريض صابراً محتسباً حتى يحصل على الطهارة من ذنوبه. 🤏🏼 وجاءت مختصرة بقوله عليه الصلاة والسلام: ♦️ *طهور إن شاء الله.* ✅ أي: اللهم اجعله صابراً محتسباً حتى يحصّل الأجر والثواب والمغفرة لذنوبه. ⚠️ *الخلاصة:* 🔚 ما كان دعاءً لا يجوز ان نتبعه بجملة: إن شاء الله. 👈🏼 لأن الله لا يعجزه شيء ولأنك بحاجة الله. 🔚 وما كان عملاً او قولاً او أمراً تنوي القيام به فلا بد من قول: إن شاء الله 👈🏼 لأنك تطلب من الله أن يعينك ويقدرك على القيام به. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼