: القسم

39- القبر والموت

: عنوان الفتوى

طريقة العزاء الشرعي

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم ماهو العزاء الشرعي؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 🤲 *رحم الله أمواتنا وأمواتكم وأموات المسلمين أجمعين* ✅بداية يجب تقديم واجب العزاء بأي لفظ يسلّي أهل المصاب. ولا بأس من قول: *عظّم الله اجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم* ➖ثم الدعاء له بالرحمة والمغفرة..... - والتثبيت عند السؤال - ان كان لم يدفن بعد - ➖وعدم المكوث طويلاً عندهم واتاحة الفرصة للغرباء والآخرين بتقديم واجب التعزية ثم الانصراف فوراً دون جلوس لمدة طويلة . ⛔ ويحرم الاختلاط بين *الرجال والنساء* - ( بحجة انه وقت عزاء ومصيبة فيجوّزون الحرام بهذا العذر القبيح - فيختلط ابن العم بابنة عمه وابنة خاله وخالته وزوجة اخيه واخت زوجته وبالنساء الاجنبيات عنه، وكذلك *تفعل المراة* من باب الواجب فتختلط مع الرجال الأجانب عنها وتقدم لهم التعزية ) وكل هذا مما حرمه الله ورسوله ، وكل هذا يقع في غالبية مجتمعاتنا وفي كل مكان للأسف - الا من رحم الله- 🚫 وليس من السنة ان يجتمع المعزّون عند اهل الميت أو يبيتون عندهم - الا لمن كان مسافراً ووجد فسحة لذلك - ➖حيث يُثقلون الحمل على ظهورهم بكافة الطرق وخاصة التكاليف المادية. 📍 فالتعزية من *السنة* ، ولكن لا يشترط لها مكان ولا زمان ، بل في كل مكان تحصل في البيت والطريق والمسجد وفي مكان العمل وعبر الهاتف وبرسالة وغيرها ... ➕ولا يشترط لكل شخص في القرية او من العائلة أن ياتي، بل يكفي رب العائلة ومن ينوب عنه. ➖حيث اصبحت الناس تخاصم على هذا الامر وتعادي بعضها ان حصل تقصير او غياب احد أفراد العائلة بعذر او بغيره. ➖وما يفعله الناس من المحسوبيات كل هذا من عمل الجاهلية ولا يمت الى الاسلام بشيء . ⛔ وهذه الضيافة في بيوت العزاء من قهوة وسجائر وقراءة قرآن وفواتح للميت ولروح الرسول عليه الصلاة والسلام وما يجري مما لا أظنه يخفى على احد كل هذا *ليس من الاسلام في شيء* بل هو شرك وإساءة لكلام الله جل وعلا دون قصد. *(وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)* ➖حيث تحولت مراسم العزاء عند *بعض المسلمين* اكثر شراً مما هي عند اليهود والنصارى والمجوس (والعياذ بالله). 🏮 *وهناك امر مهم جداً :* 📍 أنه يحرم الإنفاق على مراسيم العزاء وبيت العزاء من مال الميت لأنه من السحت ، فلا يجوز التصرف في مال الميت الموروث إلا بما *يخص الميت فقط* من*1-وفاء ديونه* ، *2-وقضاء ما عليه من نذر* ، *3-وما يحتاج من تكاليف الغسل والكفن والدفن* ، *4-وتنفيذ وصيته بما دون الثلث* إن كان قد أوصى في وصية جائزة ، وليس فيها ظلم. 🔻 لأن ما تركه الميت من مال لم يعد له حق فيه إلا ما ذُكر فيما يخص الميت من الخصال *الأربعة أعلاه.* 📝 بل انتقل المال للورثة ، وإن كان في الورثة أطفال ، فأي نفقة من هذا المال الموروث تنفق في مراسيم الدفن والضيافة فهي من أكل مال اليتيم ظلماً ولا يجوز بحال . ➕ ولكن غالبية المسلمين للأسف يجهلون هذا *ويبذّرون الأموال* من بيت للعزاء والطعام والشراب والقهوة والشاي وغيرهما ، وبعض المحرمات الأخرى، كالتدخين وغيره *(من باب اكرام الضيوف)* وهذا لا أصل له في دين الاسلام. ▪️▪️▪️▪️ *التعزية:* ➖ السنة في تعزية أهل الميت أن يُبعث لهم طعام مصنوع كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه خبر جعفر - رضي الله عنه - ابن أبي طالب حين قتل في مؤتة في الشام، لما جاء خبره أمر أهله - عليه الصلاة والسلام - أن يبعثوا لأهل جعفر طعاماً وقال: إنه أتاهم ما يشغلهم . ➖ فإذا دفع الجيران أو الأقارب إلى أهل الميت طعاماً مصنوعاً أيام العزاء ؛ لأنهم مشغولون عن صنع الطعام بالمصيبة، هذا سنة. أما المساعدة بالنقود أو بغير ذلك هذا لا بأس به إذا كانوا فقراء. ➖ وأما أن يقوموا هم بصنع طعام للناس من أجل الميت فهذا من عمل الجاهلية لا يجوز لا يقوم أهل الميت بصنع الطعام للناس ، إلا إذا نزل بهم ضيف ليكرموه فلا بأس؛ لأنهم صنعوه من أجل الضيف. ▪️▪️▪️▪️ *إقامة مراسم العزاء* ⛔ لا يجوز اجتماع الناس عند بيت المتوفى او في مكان توضع فيه بعض المصابيح الكهربائية تشبه تلك التي في الأفراح ويصطف أهل المتوفَّى، ويمر الذين يريدون تعزيتهم يمرون عليهم واحدا بعد الآخر، ويضع كل منها يده على صدر كل فرد من أهل المتوفي ويقول له : *(عظّم الله أجرك)* ❌ فهذا العمل ليس مطابقا للسنة، ولا نعلم له أصلا في الشرع المطهر، وإنما السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع. ✅ وإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة، سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها ، وإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل : *( عظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك، وجبر مصيبتك).* ◀️ وإذا كان الميت مسلماً دعا له بالمغفرة والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضاً، ويعزي الرجل المرأة والمرأة الرجل لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرما له. ▪️▪️▪️▪️ *العزاء بعد ثلاثة أيام* ⭕ ليس للعزاء حد محدود ، لا ثلاثة ولا أكثر ، قد لا يعلم المعزون إلا بعد فترة حين يصلهم الخبر فلا بأس ، إنما الثلاثة حد للإحداد ؛ أي إحداد المرأة فقط القريبة إلى الميت. 📕 فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : 🔖 *لا تُحِدُّ امْرَأَةٌ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا.* 📝 صحيح مسلم. ➖ فالإحداد لقريبات الميت لا يجوز فوق ثلاثة. ➖ وأما الزيادة للتعزية فليس لها حد بالثلاثة. ➖ ولا صنع الطعام لهم من جيرانهم وأقاربهم ليس له حد ، فلو صنع لهم بعض جيرانهم فلا بأس بالطعام بعد ثلاث لأنهم لا يزالون مشغولين بالمصيبة فليس له حد. *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼