: القسم

6- الدعوة وطلب العلم

: عنوان الفتوى

حكم تعليم الفاسقات

: السؤال

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* شيخنا الفاضل الإخوة المشرفين حفظكم الله وبارك جهودكم هون عليك شيخنا الفاضل إنما هذا هو دأب الأنبياء ومن بعدهم الصالحين ولا أراه إلا اصطفاء من الله لجنابكم الكريم وأحتسبكم كذلك والله حسيبنا وحسيبكم ولا نزكي أحد على الله بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك وزادك علماً وفقهاً وهدى وتُقى .. *السؤال:* تقول السائلة أنا معلمة للقرآن الكريم للنساء وقد انتقلت من منطقتي إلى منطقة أخرى بغرض تعليم نساء المنطقة القرآن الكريم وعلومه ونشر التوحيد والدعوة لله تعالى نساء المنطقة لا يرتدين لباسهن الشرعي غفر الله لهن وهداهن لسواء السبيل *اشترطت لبدء دورة التحفيظ الشروط الآتية:* ➖ ان تأتي الطالبة بلباسها الشرعي كاملاً موافقاً للباس أمهات المؤمنين وخالي من الإخلال بشروطه ➖ ان تأتي غير متعطرة ولا بأبسط العطر والطيب ➖ ان لا ترتدي من الزينة ما له صوت كالخلخال مثلاً ➖ ان لا تمضغ اللبان في الدرس وان لا تُسمع ضحكاتها ورنات جوالها في الدرس ➖ وهذا حرص مني عليهن ولنتعاون على البر والتقوى الآن يا شيخنا لم يوافقني منهن إلا القليل للأسف !! ولا أعلم احترت في أمري هل أعلمهن على ما هن عليه من تجاوزات وأنا والله أتألم من هكذا حال للمسلمات وأيضاً طالبات علم وأيضاً يأخذني الحياء عليهن والغيرة عليهن فهن مسلمات !!! أم لا أقبل بهن إلا أن يلتزمن وهنا أخاف ان اكون اغلقت باب عظيم وهو تعليم كتاب الله ماذا أفعل شيخنا الفاضل ساعدني بارك الله بك اعلمهن وارضخ لوجه الله ولكي لا يُغلق الباب أو أرفضهن إلا أن يلتزمن وجزاكم الله خير الجزاء وكتب أجركم. *أعتذر من فضيلتكم للإطالة لكن وجب الشرح المفصل لكي لا أظلمهن أو أظلم نفسي إن ظلمتهن*

: الإجابة

*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته* آمين واياكم حفظكم الله وتقبل منا ومنكم وبارك فيكم وجزاكم خيرا وفرج الله عنا وعنكم ◀️ *بداية:* بارك الله فيكم وفي علمكم وفي عملكم وجهودكم وتقبل منكم ورزقنا واياكم العلم النافع والعمل به. ▪️ ونقول لكم: ثابروا على ما أنتم عليه من هذه الشروط الشرعيّة والصحيحة والأصيلة في طلب العلم ولا تقبلوا من خالفت هذه الشروط البتة. ▪️ فمن كانت باحثة عن مرضاة الله سبحانه وحده فكتاب الله الذي ستقرؤه وتدرسه وتحفظه يحضها على تطبيق هذه الشروط. ▪️ ومن خالفت فهي ليست باحثة عن مرضاة الله بل هي باحثة عن الشهادة فقط وعن وضع القبعة السوداء اليهودية المربعة في نهاية التخرّج وباحثة عن الرياء والسمعة والدنيا ولعاعها ونصيبها فقط. ⚠️ ابداً لا تنازل عن هذه الشروط ولو بقيت طالبة واحدة فقط. ‼️ ومن رفضت تعاليم كتاب ربها فهي منكرة ومكذّبة وضاربة عرض الحائط بأوامر الله ورسوله ولا فرق بينها وبين من انكرت اية من كتاب الله او شرع رسوله عليه الصلاة والسلام. ✅ ورفضكم لتلك الفاسقات من أهم ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تنازل عن هذه المهمة الربانية لنبيه عليه الصلاة والسلام البتة. ▪️ لذلك تجدوننا في غرفنا لا نقبل اي مخالف او اي مرتكبة لكبيرة السفور او حالق اللحية او من لا يلتزم او تلتزم بتعاليم الشريعة فنحن لا نبحث عن الكثرة ولا عن الكم بل نبحث عن الكيف وعن القلّة (اللهم اجعلنا منهم) وقليل من عبادي الشكور ▪️ فلا نريد الاف الاعضاء لكنهم مستمرون على فسقهم وفجورهم وفجورهن ثم يزعمن انهن طالبات علم. ▪️ فنحن في الاكاديمية ننبه بشكل دائم ومستمر اي مخالف ان يزيل المخالفة او سنخرجه من غرفتنا كي نستجلب رحمة الله بهذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ▪️ ولو قبلنا كل فاسق وفاسقة لا نختلف عن بني اسرائيل الذين لعنهم الله 📗قال سبحانه في محكم تنزيله: 🔖 *لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ* *كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ* 📝 المائدة 78-79 ➖وربنا سبحانه العليم الخبير الحكيم لم ينّزل علينا هذا القرآن وقصّ علينا فيه قصص السابقين الا للعبرة 📗قال سبحانه: 🔖 *لَقَدْ كَانَ فِي 👈🏼 قَصَصِهِمْ 👈🏼عِبْرَةٌ لِّأُولِي 👈🏼 الْأَلْبَابِ ۗ👉🏿 مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* 📝 يوسف 111 ⚠️لقد كان في قصصهم 👈🏼 عبرة لأصحاب العقول الذين *يتّعظون* بمن سبقهم من الامم ولا يقعوا في نفس الذنب - واي ذنب اعظم من رؤية المنكر والسكوت عنه؟ ⚠️ فالله سبحانه غضب على بني اسرائيل ولعنهم *(طردهم من رحمته)* بسبب ماذا؟؟؟⁉️ 📌 *بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر* 🤔 *افلا نعتبر ؟؟؟* ⁉️ 🔴 وهنا الطامة الكبرى حينما 📕 يخبرنا صلى الله عليه وسلم بقوله: 🔖 *إذا عُمِلت الخطيئةُ في الأرضِ كان من شهِدها فكرِهها – وقال مرَّةً : أنكرها – كمن غاب عنها . ومن غاب عنها فرضِيها ، كان كمن شهِدها.* 📝 أخرجه ابو داوود بسند صحيح. 🔸 فحينما يعتذر كل واحد منا بقوله *(ليس لي علاقة)* فهو احد اركان العلاقة بل هو المتسبب بالطامة الكبرى ▪️واللعنة التي اصابتنا كانت بسببه هو وامثاله ممن شاهدوا المنكر ثم سكتوا خوفاً وجبناً وتخاذلاً ثم طمعاً بالنعمة والعيش الرغد والراتب والوظيفة وتجنب السجن والمساءلة والعذاب ووووو ➖فمن شاهد المنكر وسكت عنه فهو راض به كونه لم ينكره وهو شريك صاحب المنكر شاء او ابى. ◀️ ومن كان قادراً على انكاره بيده وتغييره ولم يغيره بيده ولجأ الى لسانه فقط ولم يتحرك لتغيير هذا المنكر فهو شريك في المنكر كونه لم يغيره مع قدرته ولا ينفعه القول بلسانه ، ومن كان قادراً على انكاره وتغييره بلسانه وبقوله وسكت فهو شريك في هذا المنكر وهو راضٍ به كونه لم يحرك لسانه لتغييره . 📕 فهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام: 📍اذا عملت الخطيئة في الارض كان من شهدها وكرهها وانكرها وحاول تغييرها فكأنه لم يكن موجوداً ولا يلحقه اي اثم جراء هذا المنكر الذي شاهده وعاينه بنفسه . 📍لكن وعلى النقيض من ذلك فمن علم بالمنكر وهو في دولة اخرى ورضي به فهو كالشريك تماماً بمن قام بهذا المنكر كونه يدعم الفاعل ولو بقلبه فما بالكم بمن دعم هذا المنكر بقوله وايّده بماله ودعمه بنشره ودعوة الناس اليه ؟؟!!! ‼️ فكيف نطلب من الله النصر ونحن ملعونون على السنة الانبياء جميعاً بل وبنص كتاب ربنا سبحانه ؟؟؟!!! ▪️ فالملعون لا يستحق النصر ولن ينصره الله الا بتحقيق *الشرط* الذي اشترطه الله سبحانه *والله لا يخلف الميعاد* 📗 قال سبحانه: 🔖 *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ* 📝 محمد 7 ✅ فحينما ننصر دين الله ونصدق مع الله ونتبع رسول الله هنا يمكننا الدعاء وطلب النصر من الله - اما الان فنحن آثمون حينما نطلب النصر من الله ونحن لا نستحقه - فكيف نكفر به ثم نطلب رحمته ؟!! 📗 قال سبحانه: 🔖 *وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* 📝 العنكبوت 23 📗 وقال سبحانه: 🔖 *عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ* 📝 الاعراف 156 ▪️ فمن اراد ان يكون ممن يستحق رحمة الله فعليه بتحقيق شروط الحصول على الرحمة 📗 في قوله سبحانه: 🔖 *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* 📝 البقرة 218 🤲🏻 فاثبتوا حفظكم الله ووفقكم وأيدكم بنصره ولا تقبلوا اي مخالفة لشرع الله بهذه الشروط ومن رفضت الالتزام فهي التي اعرضت عن كتاب ربها وليس انتم ، وهي التي اغلقت باب العلم في وجه نفسها وليس انتم ، وهي التي يئست من رحمة الله وليس انتم. وهنا تعلمون الصادق من الكاذب 📗 قال سبحانه: 🔖 *وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ* 📝 محمد 31 📗 وقال سبحانه: 🔖 *الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ 👈🏼 أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ* 📝الملك 2 ✅ والعلم الحسن لا يكون بكثرة تلاوة القرآن ولا بحفظه مجرداً عن تطبيقه بل لا بد ان يكون التدبّر والتطبيق رأس العلم الحسن. ❌ أما حفظ القرآن فكثير من الاشاعرة والصوفية الكفرة والمشركين يحفظونه لكنهم يكفرون بما فيه ، فما نفع هذا الحفظ؟؟؟ ⚠️ الا ان يكون وبالاً عليه يوم القيامة فلا تكونوا عوناً لهؤلاء على اضلال الناس بحفظهم لكتاب الله والكفر بما فيه. 🚫 ولا تقبلوا أيّ طالبة مرتكبة لأدنى معصية بأن تكون بينكم وبينكن وتزعم انها جاءت لتعلّم وحفظ كتاب ربها ابداً. 📍 فنحن على ظهر سفينة فلا تسمحوا لأحد بخرقها فنغرق جميعاً. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين* (السائلة فرح : انتقلت الى رحمة الله)

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼