: القسم

38- الطب النبوي والرقية الشرعيّة

: عنوان الفتوى

حكم كتابة الرقية على ورقة ونقعها بالماء وشربها

: السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته حياكم الله ونفع بكم المسلمين هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة القرآن او الرقية الشرعية والنفخ على الماء وشربها او الاستحمام بها وذلك للعلاج من أمراض السحر او العين او امراض النفس نرجو منكم توضيح الحكم الشرعي في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته امين وحياكم وبياكم وتقبل منكم ⛔ كل ما ورد في السؤال ليس من السنة في شيء ✅ خلا الرقية الشرعية التي تكون بتلاوة بعض أيات وسور القرآن الكريم والنفث على اليدين ومسح الجسد بها او النفث على المريض. ➖ وذكر مثل هذا القول ابن القيم يرحمه الله وغيره من العلماء. لكنه في الحقيقة لا أصل له من قول أو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من قول وفعل الصحابة ولا التابعين. ❌ *وليس من السنة في شيء* ➖فلا يثبت كتابة القرآن على ورقة ونقعها في الماء ثم شربها ، ولا الكتابة بالزعفران ولا وضع آية تحت الضرس المؤلم ولا للرعاف والحمّى كما ورد هذا أيضاً من قول ابن تيمية يرحمه الله .......... وهناك الكثير من هذه الأقاويل وغيرها مما يكتب فيه على ورقة او على الطعام او على الجسد وغير ذلك مما هو منتشر ومشتهر بين المشايخ فضلاً عن العوام. ⛔ وقيل أن هذا من التجارب - ولكن في الحقيقة لا يُجرّب في كلام الله ولا يُتلاعب بآيات الله وتوضع لغير ما أنزلت أبداً. ⚠️ فهذا عبث ولا يجوز. 📕ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم طريقة العلاج والتداوي بالقرآن : 🔖 *عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الَّذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ: باسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.* 📝اخرجه مسلم ➖كما كان يرقي بنفسه صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين : 📕أخرج البخاري من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قوله: 🔖 *كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ.* 📝أخرجه البخاري. 📚الهامة: هنا هي الهوام والسباع والحيات والعقارب. ➖فالرقية تكون ◀️ بوضع يد المريض أو الراقي ◀️ على مكان الألم وقراءة الفاتحة أو المعوذات أو غيرها من آيات كتاب الله وأذكار رسول الله عليه الصلاة والسلام فقط. ⛔ وليس بالكتابة فلو كانت تنفع لما أهملها رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي أرسله الله رحمة للعالمين. 📕وهو القائل: 🔖 *يا عبادَ اللَّهِ! تدَاوَوا؛ فإنَّ اللَّهَ لم يضَعْ داءً؛ إلَّا وضعَ لهُ شفاءً غيرَ داءٍ واحدٍ الهرَمُ* 📝 أخرجه أبو داوود. 📕ويقول عليه الصلاة والسلام: 🔖 *الشِّفاءُ في ثَلاثَةٍ: في شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ كَيَّةٍ بنارٍ، وأنا أنْهَى أُمَّتي عَنِ الكَيِّ.* 📝أخرجه البخاري 📍 فلو كان الشفاء في هذه الكتابة لكان من ضمن هذه الثلاثة. 🟣 وورد في السنة الكثير من الأذكار والأدعية عند المرض والأسقام 📕ومنها: 🔖 *ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يعودُ مريضًا لم يحضُرْ أجَلُه، فيقول سبْعَ مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يشفِيَك، إلَّا عُوفِيَ* 📕وفي رواية: 🔖 *مَن عادَ مَريضًا لم يَحضُرْ أجَلُه، فقال عندَه سَبعَ مَرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العَظيمَ رَبَّ العَرشِ العَظيمِ أنْ يَشفيَكَ، إلَّا عافاه اللهُ سُبحانَه وتَعالى مِن ذلكَ المَرَض* 📝السند صحيح والمتن حسن. أخرجه الترمذي وأبو داوود واحمد والنسائي. 🟢 بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه بالقرآن: 📕فعن عائشة رضي الله عنها قالت: 🔖 *أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَنْفِثُ علَى نَفْسِهِ في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أنَا أنْفِثُ عليه بهِنَّ، فأمْسَحُ بيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا. فَسَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ: كيفَ كانَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: يَنْفِثُ علَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ.* 📝ثابت البخاري 🟣 وما عدا ذلك لا يُنصح به بل لا ينبغي فعله. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين.*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼