: القسم

11- الحديث وعلومه

: عنوان الفتوى

سبب تضعيفنا لأحاديث في الصحيحين

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول لي أحدهم بأن الأمة أجمعت بالقبول على صحيح البخاري ومسلم ومافيهما.. فكيف نرى الشيخ عمر يضعف بعض مافيها وأن هناك كثير من العلماء في هذا العصر يردون كل شبهه حول أي حديث يضعف في الصحيحين

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ✅ نعم صحيح ان نسبة الاحاديث في البخاري او في مسلم غالبيتها صحيحة وتصل نسبة الصحيح فيها الى اكثر من *95%* 🔳 اما عن تضعيف بعض او عدد من الاحاديث في الصحيحين فهذا ليس وليد اليوم ولا من ابتداع عمر الفاروق بل سبق عمر الفاروق بمئات السنين علماء كبار ضعّفوا هذه الاحاديث وحكموا على بعضها بالنكارة والبطلان 🟰 ونحن مجرد ناقلين لهذه الأحكام بعد التحقيق والتدقيق فيها وفيما حكموا من خلاله وبالأدوات العلمية التي اشترطها اصحاب الصحيحين أنفسهم. 🔹 واما ردود المتأخرين والمعاصرين وترقيعاتهم لا ترقى لمستوى علوم الحديث التي انتهجها وسار عليها علماء الحديث المتقدمين الذين هم اقرب الى عصر الرواية من عصور المتاخرين والمعاصرين 🔹 فهؤلاء هم ادرى بالرجال وبالرواة وباحوالهم واخبارهم ومقالاتهم من هذه العصور التي فسد فيها علم الحديث 🔹 بل لم يفهموا علم الحديث كما فهمه الأوائل فخالفوا ايما مخالفة وابتعدوا عن روح علوم الحديث ايما ابتعاد وتمسكوا باقوال مشيختهم كمرجعية لهم حتى لو خالفت اصول علم التحديث وقبول الرواية 🔹 وغلّبوا المصطلحات اللغوية والفقهية على أصول الصنعة الحديثية وجعلوها قاعدة لهم ومرجعيتهم في قبول الروايات 🔹 وتوسعوا وتساهلوا كثيراً في قبول المتابعات والشواهد حتى صححوا الضعيف والمنكر بل والمكذوب حتى تدرج الامر الى ان انتحل التحديث والتكلم في علوم الحديث من لا يعرف ابجدياته وغيّروا المصطلحات واختلت القواعد ونادراً ما تجد قاعدة قديمة عند المتأخرين والمعاصرين على اصلها عندهم 🔹 حتى ان درجة الرواة واحكامهم تغيرت عندهم فرفعوا المتروك ووثقوا الضعيف حتى تغيرت أحكام الحديث عندهم فبدل الموضوع المكذوب صار حسناً وبدل الضعيف صار صحيحاً وبدل المنكر صار مقبولاً بالمتابعات والشواهد 🔹 ثم تردى علم الحديث وانهارت قواعده واختلطت الاحكام على الاحاديث واضطربت وتنوعت وتبدلت ... 🔳 لكن يأبى الله إلا أن يتمَّ نوره، فقيض الله لهذه الامة بعض المصلحين المشتغلين بعلم الحديث ليعيدوها الى نهجها الاول واحياء منهج السلف فهنا بدأت الحُمر تحيص بعد أن رأت قساورة العلم يعيدونها سيرتها الاولى وخافت الحمر على مخزونها من الضلال ان يكسد فراحت تدافع عن فشلها بكل ما اوتوا من قوة وضلال وفي بعض الاحيان بالفحش والفجور كصفات اي منافق واعلنوا العداء لكل من يدافع وينافح عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتهمونهم بشتى التهم كما فعلوا معي ومع امثالي حيث اتهمونا بالطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتارة زندقونا وتارة جعلونا من فرقة القرآنيين الكفرة ................الخ تلك التهم الباطلة الزور والتي تعني اننا نهدم الدين بهذا المنهج الصحيح 🔳 وصار المتاخرون والمعاصرون من هؤلاء يسعون بكل جهدهم لاسقاطنا واسقاط كل من يعيد علوم الحديث الى اصله كما كان على عهد المتقدمين الاوائل من خلال كتبهم الحديثة والمنشورات والمقاطع التي بمجموعها لا ترقى الى أبجديات علوم الحديث ولكن مهما قالوا ومهما فعلوا فنحن لدينا يقين 📗 بأن الله قال: 🔖 *فَأَمَّا ‌الزَّبَدُ ‌فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ* 📝 الرعد 17 *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼