: القسم

1- العقيدة الإسلاميّة

: عنوان الفتوى

هل الانسان مسيّر أم مخيّر؟

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في ضوء معنى أن الله هو الأول والآخر في التدبير والتقدير تعني أن العبد لن يستطيع أن يتعبد لله سبحانه وتعالى إلا أن يأذن له الأول؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 📕 عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: 🔖 *كُنَّا في جَنازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فأتانا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَعَدَ وقَعَدْنا حَوْلَهُ، ومعهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ، ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلَّا كُتِبَ مَكانُها مِنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، وإلَّا قدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أوْ سَعِيدَةً فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نَتَّكِلُ علَى كِتابِنا ونَدَعُ العَمَلَ؟ فمَن كانَ مِنَّا مِن أهْلِ السَّعادَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أهْلِ السَّعادَةِ، وأَمَّا مَن كانَ مِنَّا مِن أهْلِ الشَّقاوَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أهْلِ الشَّقاوَةِ، قالَ: أمَّا أهْلُ السَّعادَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعادَةِ، وأَمَّا أهْلُ الشَّقاوَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أعْطَى واتَّقَى وصَدَّقَ بالحُسْنَى} [الليل: 6] الآيَةَ.* 📝 متفق عليه. 📕 فقوله صلى الله عليه وسلم: 🔖 *من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة* 🟢 *أي:* انه من كان مكتوب عليه في بطن امه انه من السعداء فسيعمل بعمل اهل السعادة آخر حياته وقبل موته *(وليس شرطاً أن يكون عمله من بداية حياته وحتى آخرها)* 🟣 ومن كان مكتوب عليه في بطن امه انه من الأشقياء فسيعمل بعمل اهل الشقاوة آخر حياته وقبل موته *(وليس شرطاً أن يكون عمله من بداية حياته وحتى آخرها)* 📕 ويدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام: 🔖 *إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وإنَّه لَمِنْ أهْلِ النَّارِ، ويَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.* 📝 صحيح البخاري 📕 وقوله عليه الصلاة والسلام: 🔖 *إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ،* 🔖 *فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا،* 🔖 *وإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا.* 📝 صحيح مسلم ⬛ *الكتاب هو:* ما كتبه الملك عليه وهو في بطن امه. 🔻 *وفيه:* 1️⃣ رِزْقِهِ 2️⃣ وَأَجَلِهِ 3️⃣ وَعَمَلِهِ 4️⃣ وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ 🟩 فلقد أخفى الله عنا هذه النتيجة كي لا نغتر بالعمل. 🟨 وكل ميسر لما خلق له: 📕 عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: 🔖 *قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَن أَهْلِ النَّارِ؟ قالَ: فَقالَ: نَعَمْ، قالَ قيلَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ العَامِلُونَ؟ قالَ: كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له.* 📝 صحيح مسلم 📗 فالله سبحانه بعلمه المسبق الأزلي عَلِمَ من هو الذي سيكون من أهل الجنة ممن سيكون من أهل النار. 📕 والكتابة التي كتبها الملك بأمر الله هي من علم الله الأزلي هذا. 📗 لذلك قال سبحانه: 📝 الليل 5-10 🔖 *فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ* 🟢 فهذا التيسير هو تيسير شرعي مع محبة الله له. 🔖 *وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ* 🟣 أما هذا التيسير فهو تيسير كوني قدري مع بغض الله له وهو الاستدراج من الله: 📗 قال سبحانه: 🔖 *وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* 🔖 *وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ* 📝الاعراف 182-183 📗 وقال ايضاً: 🔖 *فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* 📝 القلم44 ✅ ويبقى علينا العمل الصالح حسب امر الله ورسوله ، ثم سؤال الله العفو والمغفرة والجنة. 📗ولنتفكر في قوله سبحانه: 🔖 *أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ* 📝فاطر 8 🟦 فالهداية والإضلال من الله 🟩 لكن الهداية لمن يطلبها من الله بعمله ونيّته فيعطيها الله لمن طلبها مع محبته سبحانه لها ولمن طلبها. ⬛ وكذلك الضلالة يعطيها الله لمن طلبها بعمله ونيته ورغبته فيعطيه ايّاها مع بغضه لها ولمن طلبها. ➖فالانسان مخيّر ومسيّر في نفس الوقت 👈🏼حتى في ما كُتب عليه في بطن امه هو فيها مخيّر ومسيّر. *1-* الانسان مخيّر في اختياره: ▪️ بين الكفر والايمان ▪️ وبين الخير والشر ▪️ وبين الحق والباطل ▪️ وبين الرزق الحلال وبين الرزق الحرام ▪️ وبين الموت في سبيل الله وبين الموت منتحراً .............الخ *2-* ومسيّر فيما لا يمكنه تغييره: 〰️ كونه ابن من - ابوه امه 〰️ جنسه عرقه 〰️ تفاصيل جسده 〰️ حياته موته صحته سقمه رزقه 〰️ ما يصيبه من حوادث 〰️ الى غير ذلك مما لا يمكنه رد قدر الله في ذلك ➖وهو مسيّر أيضاً في كل ما سبق مما كان فيه مخيراً!!! 🔺 ولكن هذا بعلم الله المسبق - وليس كونه مجبراً على فعل ذلك. 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼