: القسم

37- الأخلاق والرقائق

: عنوان الفتوى

علاج الخوف من الرياء والنفاق

: السؤال

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* انا الحمدلله وبفضل منه وحده تقربت الى الله والتزمت بقراءة القرآن والاذكار والصلاة واصبحت افضل مما كنت عليه سابقاً لكني اخاف ان اكون مرائية او منافقة لا قدر الله - لأنني احب ان اقارن نفسي بغيري واقول انا افضل من فلانة في كذا برغم اني لا اقصد الغرور ولكن تشجيعاً لنفسي ، وفي نفس الوقت اقارن نفسي بمن هن احسن مني واتمنى ان اصير مثلهن هل هذا من النفاق ام ماذا ؟ لأني أخشى من النفاق .

: الإجابة

*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته* 📗 قال سبحانه: 🔖 *إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ* 📝 المجادلة 10 🔺 كلام النفس هذا هو من النجوى وهذا من وساوس ابليس لهدف واحد وهو جعل المؤمن لا يفارقه الحزن ليوصله الى اليأس وهذه غايته ليكون معه من اصحاب السعير والعياذ بالله . ▪️يقول ابن القيم يرحمه الله: 📍 *(الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن).* ➖ فالحزن عند تذكر الذنوب والمعاصي أو قلة الطاعات مطلوب لكن ليس الى درجة الظن والشك بالنفاق فهذا ما يريده ابليس من المؤمن أصلاً فاحذري أختاه. ➖ إبليس أخزاه الله يريد من المؤمن أن يحزن ، ويريد أن يذكّره بمعاصيه وقلة طاعاته حتى يوصله للشك في نفسه بأنه من المنافقين ، وحتى يصل به الظن انه لن يُغفر له ، فهذا من فعل الشيطان ليبقيه مهموما كئيباً ليعيده الى سابق عهده ( من الذنوب والمعاصي - أو - قلة الطاعات) ، فهنا يُضعف القلب عن القيام بأمر الله وربما أماته واخرجه عن كونه مؤمناً (والعياذ بالله). ➖ لذلك على المسلم الا يحزن على ما فاته ولا يلتفت لوساوس ابليس خزاه الله. ➖ بل عليه ان يفرح لأن الله غفور رحيم ، ويظن ان الله غافر له مهما اذنب وتاب وأناب الى الله. ➖ ولا يترك مجالاً للشيطان ان يُدخل الحزن على قلبه كي لا يُضعفه ثم يميته في النهاية. ➖ واما الحزن البديهي من البلاء والمصائب فهذا لا يؤاخذ به الانسان كما لا يؤاخذ بل يؤجر في حزنه على ما فرط في جنب الله وهذا يدل على صحة ايمانه وقوته. 📗 قال تعالى في الحديث القدسي: 🔖 *أنا عندَ ظَنِّ عَبدي بي* 📝متفق عليه. 📍فلا نشك لحظة في أن الله غفور رحيم يريد لعباده اليسر ولا يريد لهم العسر. 📍كما لا نشك لحظة في كون إبليس عدو واضج لا يريد لنا الا العسر وأن نكون من حزبه. ✅ فلنحرص على التوبة وتجديدها ولكن *بقلب متفائل* فرِح بما عند الله من العفو والمغفرة والثواب الجزيل. ➖وكلما عاد ابليس ليحزنكِ تذكري عفو الله ومغفرته. 📗قال سبحانه: 🔖 *إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ* 📝الأعراف 201 ➖وتذكري أن هذا من عدو الله وعدوك أراد لك الانتكاسة فلا تعطيه وتحققي له مطلبه. ➖ولا يقارن المسلم نفسه بمن هو أسوء منه بل يقارن نفسه بمن هو خير وأفضل منه ليشعر بالتقصير فتكون هذه المقارنة دافعاً له على المزيد من الطاعة وأعمال البر والخير والإحسان والعبادات بأنواعها . ➖أما المقارنة بمن هو أسوء منه تعطيه دافعاً للكبر والغرور والرياء المحبط للعمل ثم الى التوقف او التخفيف من هذه الأعمال وهذه غاية ابليس أخزاه الله . 📕 وعليك بهذه الاستعاذة النبوية: 🔖 *اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك منَ العَجزِ والكسَلِ والبخلِ والهرَمِ والقسوةِ والغفلةِ والذِّلَّةِ والمسكَنةِ وأعوذُ بِك منَ الفقرِ والكفرِ والشِّركِ والنِّفاقِ والسُّمعةِ والرِّياءِ وأعوذُ بِك منَ الصَّممِ والبَكَمِ والجنونِ والبَرَصِ والجذامِ وسيِّئِ الأسقامِ.* 📝 أخرجه ابن حبان واصله متفق عليه . 🏮 واعلمي أنه: 🫀 *لا يجتمع ايمان ونفاق في قلب واحد* 🔝 *هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼