: القسم

57- الحضانة والنفقة

: عنوان الفتوى

أحكام الحضانة والكفالة والوصية والنفقة للأولاد بعد طلاق الأم

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله فيكم من له الأحقية شرعاً بحضانة الأولاد حين الطلاق وعلى من تكون النفقة وكيف نقدرها؟ وهل يجوز للوالد منع أولاده من لقاء امهم او الحديث معها؟ ولمن تكون الوصاية والكفالة في حال موت الوالد؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ➖ آمين وفيكم بارك الله ═══❁✿❁═══ 🛑👈🏽 لا يوجد تحديد ولا تخصيص في الشرع من هو الاحق بالحضانة بعد طلاق الأم او زواجها. ✅🔙 إنما تراعى مصلحة الطفل أول كل شيء. ⭕⚠️🔚 فينظر في حضانة الصغار إلى ما هو أصلح لهم وانفع ═══❁✿❁═══ 🟩🔙 والأم إذا طلقت فهي أحق الناس بحضانة ولدها ما لم تتزوج ═══❁✿❁═══ 🟦 ويبقى الولد او البنت في حضانة امهم إلى سن السابعة، فإذا بلغ الطفل السابعة - سواء كان ذكرا أو أنثى - فإنه يخيّر بين أبويه، وإذا كان في أحد أبويه رقة في الدين أو فسق أو نحو ذلك فلا يجوز إعطاء الولد له، بل يبقى عن خير أبويه ديناً 👈🏽 وتكون نفقته في سائر عمره على والده، حتى يبلغ. ═══❁✿❁═══ ⬛ فإن تزوجت الام ورضي زوجها الثاني ان تأتي بأبنائها فهو انفع لهم واولى ♦️🔚 وإلا انتقلوا إلى من هو ارحم بهم وأكثر رعاية ❌ ولا يُلتَفَتُ إلى التقاليد او العصبيات بل لمن يرعى مصلحتهم أكثر ═══❁✿❁═══ 🟨🔙 وإذا تزوجت الام ولم يقبل زوجها الثاني بإحضار أولادها معها، فأولى الناس بحضانة الأولاد هي:👈🏽 جدتهم من جهة أبيهم (إن كانت صالحة)،‼️ لأن الاولاد لهم، وهم أحرص الخلق على مصلحتهم، ولا يدفعوا إلى أهل أمهم إلا إذا تعذرت حضانة أم أبيهم. ═══❁✿❁═══ 🟪🔚 فالجدة أم الأب أولى بالأولاد من أم أمهم، لأن مرد الولد إلى أهل أبيه، وإليهم نسبه. ═══❁✿❁═══ ⚠️⭕ وإذا كان والدهم وأهله من قليلي الالتزام بالدين، ولا يؤتمنون على المحافظة على دين الأولاد واخلاق البنات وحشمتهن والتزامهن فيجوز لزوج الأم الثاني أن يبقي الأولاد عنده إذا كان أهلاً، ويتولى تربيتهم، حتى إذا خطبت البنت للزواج كان وليها أبوها ما لم يكن كافراً او فاسقاً مجاهراً، لأن ولايته بذلك تسقط. ═══❁✿❁═══ 📕عن عبدالله بن عمرو قال: 🔖 *أنَّ امرأةً قالَت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابني هذا كانَ بطني لَه وعاءً وثَديي لَه سِقاءً وحجري لَه حِواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أن ينتزِعَه منِّي فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي* 📝سنن ابي داوود ❌‼️ لكنه ضعيف السند ✅ صحيح المعنى. ═══❁✿❁═══ 📕قالَ أبو هريرةَ أنِّي سمعتُ امرأةً جاءت إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ فقالت: 🔖 *يا رسولَ اللَّهِ إنَّ زوجي يريدُ أن يذهبَ بابني وقد سقاني من بئرِ أبي عِنَبةَ وقد نفعني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ استهِما عليهِ فقالَ زوجُها من يحاقُّني في ولدي فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ هذا أبوكَ وهذهِ أمُّكَ فخذ بيدِ أيِّهما شئتَ فأخذَ بيدِ أمِّهِ فانطلقَتْ بهِ* 📝سنن ابي داوود ═══❁✿❁═══ 📚🔗 *الجمع بينهما*هو : 1️⃣♦️ الأول قبل سن التمييز 2️⃣♦️ والثاني بعد الاعتماد على نفسه والتمييز والعقل والادراك ═══❁✿❁═══ 📚👈🏽 *شرح الحديث الثاني://* 🔚🔚🔚 ⬛ فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ زوجِيَ يُريدُ أن يذْهَب بابنِي، وقد سَقَانِي مِن بئْرِ أبِي عِنَبَةَ، وقد نفَعَنِي، أي: إنَّه كَبِرَ واحتَجْتُ إليه وأصبَحَ ينفَعُنِي ويُفِيدُني، فأظهَرَتْ حاجَتَها للولدِ، ➖➖➖ ⬛ فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: استَهِمَا عليه، وهذا يدلُّ على أنَّ الاستِهَامَ أولاً قبلَ التخييرِ، إذا وافقُوا عليه ورضُوا به، فلا بَأْسَ به؛ لأنَّ الحقَّ لا يخرُجُ عنهما ➖➖➖ ⬛ لكن إذا اختَلَفا كما هنا، فقال زوجُها: مَن يُحَاقِّني في ولدي؟ فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: *(هذَا أبوكَ، وهذِه أمُّك فخُذْ بيدِ أيِّهِمَا شئْتَ)* ➖➖➖ ⬛ إذا لم يَحصُلِ اتِّفاقٌ على الاستِهَام، فإنَّه يخيَّرُ بين أبَوَيهِ، فدَعَاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لاختيارِ الأفْضَلِ له مِنْهُما، فأخَذَ بيدِ أُمِّهِ، فانطلقَتْ به. ➖➖➖ ⬛ والتَّخْييرُ الَّذي فعَلَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هنا إنَّما يكونُ عندما يعْقِلُ الولَدُ ويميِّزُ ويَستغْنِي بنفسِه، فعندئذٍ يُخيَّرُ بين أبَوَيهِ. ➖➖➖ ⬛ ثم إنَّ الاستِهَامَ والتَّخْييرَ لا يكونِانِ إلَّا إنْ كان وجودُه عند أحدِهِما في صالِحِه، أمَّا إذا عُرِفَ أنَّ أحدَهُما سيُسِيءُ له، وليس أهلاً لأنْ يكونَ معه، وأنَّ الثَّانِي أوْلَى منه لصالِحِ الطِّفْلِ أُلْحِقَ به؛ فالشَّرِيعةُ قائِمةٌ على النَّفْعِ لا على الضُّرِّ. ═══❁✿❁═══ ⚠️✅🔚 فالأطفال تحت سن التمييز هم من حق الأصلح لهم في التربية والرعاية والعناية والتعليم والتأديب والغذاء و....الخ ➖➖➖ 🔹 فإن تساوى الزوجان في هذا ➖➖➖ ◀️ فالمرأة أحق بحضانة الطفل *ما لم يبلغ سن التمييز* ، حيث إن الطفل في هذه المرحلة من العمر بحاجة إلى الحنان ونوع من الرعاية لا يقدر عليها إلا النساء ، ولكن هذا الحق يسقط إذا تزوجت ورفض زوجها حضانة الأطفال ، ثم لأنها ستنشغل بزوجها عن القيام بخدمة أولادها ، ولتعارض المصالح مصلحة المحضون ومصلحة الزوج فتقدم هنا مصلحة الزوج وتنتقل الحضانة للوالد أو لأمه (جدة الأطفال) وقرابته من النساء. ═══❁✿❁═══ ◀️ فلا يتقدم أحد على الأم في هذا الحق مهما كان ولو كان الزوج قد أوصى لأحد بأولاده قبل موته فلا تنفذ وصيته لأنه لا يملك هذا الحق بعد موته لانتقاله للأم. ═══❁✿❁═══ 🟦🟪🟩🟨 ◀️ لكن يشترط في ثبوت حق الحضانة للأم شروط: 🔙🔙🔙 1️⃣📍 *الأول:* أن تكون أهلا لذلك بحيث تكون صالحة في عقلها ودينها وخلقها. فإن خلت من الصلاح منعها القاضي. ➖➖➖ 2️⃣📍 *الثاني:* أن تكون مستقرة في بلد وبيت صالح. فإن كانت غير مستقرة لكثرة سفرها أو إقامتها في بلد غير آمن أو بيئة فساد منعت من الحضانة. ➖➖➖ 3️⃣📍 *الثالث:* أن لا تكون متزوجة فإن تزوجت سقطت حضانتها مالم يكن والدهم كافراً او مسافراً او ذو اخلاق سيئة. ➖➖➖ ◀️ وإذا سقطت حضانتها بوجود والد صالح وجدة من جهة الوالد صالحة انتقلت حينئذ إلى قرابة الأب (الجدة = ام الوالد) ⬅️ وفي حال التعذر وكانت الجدة من جهة الأم صالحة فتنتقل الحضانة لوالدة الأم. ═══❁✿❁═══ 👈🏽⚠️👈🏽 وهذا الامر في التقديم يرجع إلى نظر القاضي ومراعاته للأصلح للأولاد. ═══❁✿❁═══ 🟩 والأولاد بعد سن التمييز للذكور والاناث يعني بعد سن السابعة او الثامنة وما فوق من حق الوالد (إن كان من الموحدين) أما إن كان فاسقاً او غير مسلم - غير موحد - وكان الزوج الجديد يسمح ببقائهم مع امهم في بيته فهذا هو الأفضل لهم بلا شك. ═══❁✿❁═══ 🟩 والأولاد في سن التمييز وما بعده يعلمون من ينفق عليهم ومن يحبهم - فيُطرح عليهم السؤال التالي: هل تودون الذهاب الى بيت جدكم فلان الفلاني واعمامكم فلان وفلان وعمتكم فلانة وفلانة .... ؟؟؟ فان قبلوا فالحق للوالد وأهله وإن رفضوا فلهم الحق بل كامل الحق لكن من غير إكراه او ترغيب وترهيب. ═══❁✿❁═══ 🟩 فالطفل حتى ولو كان تحت سن البلوغ وهو سن التمييز تكون عاطفته اقوى من الكبير ويعلم من يحبه ممن يبغضه ولا يريده الا لمصلحة وغاية، فإما أن يبقى الأولاد حيث هم او ينتقلوا الى الولي والكفيل الشرعي وبرضاهم. ═══❁✿❁═══ 🛑🔚 ولا يمنعهم الوالد او الجدة او الكفيل والوصي من زيارة امهم بين الفينة والاخرى (إن كانت أماً صالحة) . ═══❁✿❁═══ ◀️ فإن عدم الأبناء قرابة الأم والأب من النساء أو لم يكن فيهم أهلا لذلك أو امتنعوا عنها انتقلت الحضانة او الكفالة إلى قرابة الأب من الذكور من العصبة للجد ثم العم ثم ابن العم وهكذا يكون ترتيب الولاية كترتيبهم في الميراث. وسنتحدث بعد قليل بعون الله عن الوصاية والكفالة وشروطها. ═══❁✿❁═══ 🟦🟪🟩🟨🟫⬛⬜ ═══❁✿❁═══ 🟨🔚 أما عن النفقة ومقدارها: 🔚🔚 ✅👈🏽 فهذا الأمر يعود إلى العرف ، وما يحتاجه الطفل حسب عمره وجنسه ، من طعام وشراب ، او حليب إن كان رضيعاً وما يحتاجه من ادوات النظافة ، وما يحتاجه من ملابس والعاب ودواء وعلاج إن كان مريضاً ..........الخ ═══❁✿❁═══ 🟦🔙 ومعرفة ذلك ممكنة حسب العرف بشكل عام ثم حسب طبقة الوالد ومقدرته المالية والمجتمع الذي يعيش فيه ثم ما يحتاجه الطفل دون إفراط او تفريط ، وفي حال الخلاف القاضي الشرعي هو من يقدر ذلك حسب حال الطفل وعمره وجنسه ....الخ ═══❁✿❁═══ 🟦🟪🟩🟨🟫⬛⬜ ═══❁✿❁═══ ✅🔚 يجوز للوالد أن يمنع أولاده من زيارة امهم المطلقة أو حتى الكلام معها في حال كانت أمهم فاسدة أو فاجرة أو مرتكبة للكبائر والمعاصي إذا كان يخشى على دينهم وأخلاقهم او خطفهم او تغيّرهم تجاهه ولا يدخل ذلك في قطيعة الرحم، إنما هو من باب الحفاظ على مصلحة الأولاد وحسن تربيتهم. ═══❁✿❁═══ ✅🔚 ولا مانع أن يسمح لهم كل فترة بالكلام معها عن طريق الهاتف إن هي طلبت ذلك وبحضور الوالد وان يكون الصوت مسموعاً حتى لا تتلفظ بألفاظ فيها من التحريش والتحريض على أبيهم أو على غيره او تعلمهم الفاظاً نابية ومعاملة سيئة لوالدهم. ═══❁✿❁═══ ⚠️📍 هذا في حال كانت هي من تسأل عنهم وتطلب الحديث معهم أما في حال أنها كانت غير مكترثة ولا مبالية ويخشى من فساد الاولاد بالتواصل معها فلا إثم عليه إن منعهم منعاً باتاً من لقائها او الحديث معها. ═══❁✿❁═══ 🟦🟪🟩🟨🟫⬛⬜ ═══❁✿❁═══ 🟨🔚 أحكام الوصاية وشروطها: 🟩🔙 الوصاية لا تكون الزامية لأحد بعينه. ◀️ وإنما تكون بالكفالة والتكافل بعد الرضى والقبول. 🔘 ولها شروط ومواصفات شرعية ومن أهمها: 🔙🔙🔙 ▪️1️⃣➖ الوصاية تكون بعد الوالد *للجد من جهة الوالد حصراً* ، أو لمن يوصي به الوالد ، ثم العم ثم أولاده ، وكلما امتنع من له الولاية من هؤلاء تنتقل الولاية الى من بعده ، فإن امتنعوا جميعاً بسبب شرعي معتبر ، أو لم يكن هناك ولي من هؤلاء أبداً 👈🏽 تنتقل الولاية. *للقاضي الشرعي* فهو يعيّن ولياً لهم. ═══❁✿❁═══ ▪️2️⃣➖ ان يكون الكفيل من اهل الدين والخلق وحسن السيرة والسلوك. ═══❁✿❁═══ ▪️3️⃣➖ ان يكون الوصي مؤهلاً عدلاً حازماً غير متلبس بأي تهمة تقدح في امانته ، وتنتقل الولاية حينها لمن بعده من الأوصياء الشرعيين. ═══❁✿❁═══ ▪️4️⃣➖ ان يكون من جهة أبيهم لا من جهة أمهم. (ولا فرق بين ذكر وانثى (أعمام - عمّات) لكن الذكور مقدمين على الإناث - إلا إن كنّ هنّ الأصلح للأطفال). ═══❁✿❁═══ ▪️5️⃣➖ أن يُنظر في جهة الكفالة ما هو الأصلح للأولاد.(وبما يتناسب مع الكفيل). ═══❁✿❁═══ ▪️6️⃣➖ ان يكون الوصي أميناً عاقلاً يحسن التصرف في أموله فضلاً عن اموال القصّر والمكفولين. ═══❁✿❁═══ ▪️7️⃣➖ تنتهي الولاية والوصاية والكفالة ببلوغ القاصرين. ═══❁✿❁═══ ▪️8️⃣➖ يجوز للضرورة أن يكون هناك أكثر من وصيّ وهذا يكون في حالة تضرر الوصيّ او عدم قدرته على الكفالة الدائمة فتنتقل الولاية بينهم بالتنسيق والترتيب وحسب جدول زمني معلوم (او يتكافل الجميع بالنفقة للولي والوصيّ بما يتناسب مع إمكانية كل فرد من الكفلاء المعتبرين). ═══❁✿❁═══ ▪️9️⃣➖ الوصيّ والكفيل ليس بالضرورة أن يكون هو الوليّ الشرعي والفرق بينهما كبير ، فلا يحق للكفيل والوصي ان يزوجّ البنات الا بإذن الوليّ الشرعيّ حصراً. ═══❁✿❁═══ ▪️🔟➖ تنتهي الولاية والكفالة والوصاية بتغيّر أهلية الكفيل والوصيّ من عته وجنون وخرف وتبذير وما شابه ذلك. ═══❁✿❁═══ ▪️⏹️🔙 وهناك أحكام شرعية متعلقة بهذا الشأن ذات الصلة تتفرع عنها احكام فرعية أخرى خاصة في مسألة النفقة وحفظ الأموال. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼