: القسم

3- الكفر والشرك

: عنوان الفتوى

حكم أثر ابن عمر إذا خدرت رجل الانسان يقول يا محمد

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله فيكم ما قولكم في هذه الرواية: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس اليك فقال يا محمد وما حكم العمل بعمل ابن عمر؟ وإن قلتم انه شرك فابن تيمية والبخاري ذكره في الكلم الطيب والأدب فهل يعقل أن يقرّا شرك أبن عمر؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ➖ آمين وفيكم بارك الله ═══❁✿❁═══ 🛑 أولاً: لو صح عن ابن عمر رضي الله عنهما لصح العمل به (بعد تأويله وفهم مقصوده)، لكنه قول باطل جملة وتفصيلاً. ═══❁✿❁═══ ‼️🚫 أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة بأسانيد كلها مجاهيل ومتهمون وبعضهم كذاب مشهور. ═══❁✿❁═══ ❌ ثم نحن لم نقل إن ابن عمر أشرك معاذ الله ولكن نقول: من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد أشرك بلا شك ═══❁✿❁═══ 🛑 ولم نقل إن ابن عمر أخطأ أيضاً، وإنما قلنا: إنه لم يصح عن ابن عمر أصلاً، وأسانيده كلها مضطربة. ═══❁✿❁═══ 🟩🔙 ولقد كانت العرب تقول: ◀️ إذا خدرت الرجل قيل لصاحبها: أذكر أحب الأسماء إليك 👈🏽 فإذا قال وذكر: (اسم محبوبه)، ذهب خدره! ═══❁✿❁═══ ⛔ 🔚 وقلنا ان هذا لا يثبت إلا من اقوال العرب في الجاهلية. ═══❁✿❁═══ ⛔ لكن الصوفية زادوا عليها فراحوا يذكرون اسم محبوبهم مع زيادة 🟰 يا ➖ النداء فصارت (يا محمد) وهذا شرك أكبر. ═══❁✿❁═══ ⚠️🛑 وراحوا يستدلون بهذه الجملة (الغير ثابتة والغير صحيحة) على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى جواز الاستغاثة به وهذا عمل منكر وشرك بلا ادنى شك. ═══❁✿❁═══ 📍🔚 ولقد وردت هذه الرواية من طريقين: 1️⃣👈🏽 الطريق الأول: عن الحسن بن حنش قال كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل أذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد فكأنما نشط من عقال. ═══❁✿❁═══ 2️⃣👈🏽 والطريق الثاني: عن مجاهد قال خدرت رجلُ رجلٍ عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس أذكر أحب الناس إليك فقال محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره. ═══❁✿❁═══ 🔲🔚 تخريج السند: 📍 محمد بن مصعب ضعيف. 📍 الهيثم بن حنش مجهول. 📍 أبو اسحاق مدلس وقد عنعن كما أنه اختلط. 📍 غياث بن ابراهيم كذاب. 🔙 فهؤلاء لا تقوم بهم حجة. ═══❁✿❁═══ 🟪 فأبو اسحاق السبيعي مدلس وقد عنعنه عن الهيثم بن حنش المجهول العين. ═══❁✿❁═══ 🟪 وأبو اسحاق قد اختلط فتارة يرويه عن أبي شعبة (أو أبي سعيد) وتارة عن عبد الرحمن بن سعيد وهذا اضطراب يرد به الحديث. ═══❁✿❁═══ ⚠️🟰 وأما رواية البخاري له في الأدب المفرد فالبخاري لم يلتزم الصحة في غير كتابه: (الصحيح). 🟰 وله أكثر من عشر مؤلفات وصلت إلينا، لم يلتزم الصحة في واحد منها غير الجامع الصحيح ‼️ (ومع ذلك فلقد وجدت العديد من الأحاديث في الجامع الصحيح ضعيفة وغير ثابتة ولا تصح) ‼️ وربما روى له ظناً منه على أن روايته هذه قبل الاختلاط. ═══❁✿❁═══ ⚠️🟰 وأما ابن تيمية فكتابه: (الكلم الطيب) كتاب أذكار لم يشترط سلامة كل ما فيه من الضعف، بل روى فيه الصحيح والحسن والضعيف، بل وبعض ما فيه منكر. ═══❁✿❁═══ ⛔ فالرواية الأولى باطلة سنداً ومتناً (سنداً لجهالة ونكارة الرواة - ومتناً بمخالفتها لأصول الشريعة - فضلاً عن كونها محرّفة وفيها زيادات واضطراب) ═══❁✿❁═══ 🟩 وعلى فرض صحة الرواية الثانية سنداً ومتناً فعلينا التدقيق في الفاظ المتن لنلاحظ الآتي: ═══❁✿❁═══ 👈🏽🟰 عن مجاهد قال خدرت رجلُ رجلٍ عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس أذكر أحب الناس إليك فقال👈🏽 محمد 🔜 صلى الله عليه وسلم فذهب خدره. ═══❁✿❁═══ ◀️ قال له ابن عباس: أذكر ولم يقل له: توسل ولم يقل له استغث ولم يقل له نادي ولم يطلب منه طلب الشفاء من محمد عليه الصلاة والسلام إطلاقاً. ➖➖➖ ◀️ وإنما غاية الامر انه قال له: اذكر فقال الرجل: 🔙 محمد صلى الله عليه وسلم 🔜 – فقط ❌وليس فيها يا محمد.‼️ ═══❁✿❁═══ 👈🏽 ⛔ فهذه الإضافة اضافها الصوفية ومن تعلق بتلك الرواية الواهية سنداً ومتناً وتعلقوا برواية البخاري لها وغيره ولا يقاس الامر بهذه الطريقة فإما يثبت السند ولا يخالف المتن أصول الشريعة أو لا يصح. ═══❁✿❁═══ ⚠️📍 فكم من حديث في الصحيحين متنه منكر ومخالف لأصول الشريعة وأنكره العلماء دون مواربة ولا تعمية بل طعنوا في هذه الروايات وبينوا علل السند والمتن. ═══❁✿❁═══ 🟦🔙 أما ذكر المحبوب عند خدر الرجل فهذا معهود ومعروف عند العرب بل حتى في أشعارهم: 🔚🔚🔚 🔲 قال أحدهم: ➖ صبٌ محبٌ إذا ما رجله خدرت ➖➖ نادى كبيشة حتى يذهبَ الخدرُ ═══❁✿❁═══ 🔲 وقال آخر: ➖ إذا مَذَلت رجلي ذكرتُكِ أشتفي ➖➖ بدعواك من مذْلٍ بها فيهون ═══❁✿❁═══ 🔲 وقال آخر: ➖ وأنتِ لعيني قرَّةٌ حين نلتقي ➖➖ وذكرُكِ يشفيني إذا خدرت رجلي ═══❁✿❁═══ 🔲 وقال امرأةٌ: ➖ إذا خدرت رجلي دعوتُ ابنَ مصعبٍ ➖➖ فإن قلتُ عبد الله أَجلَى فتورها ═══❁✿❁═══ 🛑 وغيرها الكثير فهل كان هؤلاء يتوسلون بهؤلاء الى الله؟ ‼️ وهل كانوا يعتقدون أصلاً النفع والضر بهم؟ 🔙✅ وغاية ما في الامر أنهم يذكرون اسماء محبيهم دون يا النداء. 🚫 ويا النداء ادخلها الصوفية واهل الشرك في هذه الرواية ليبررون شركهم. ═══❁✿❁═══ ⬛🔚 ونقول للمستدلين بهذه الروايات الغير ثابتة أصلاً: ═══❁✿❁═══ 🟨‼️ على فرض صحتها فكل ما فيها هو طلب ذكر المحبوب فقط ولا يوجد فيها طلب الشفاء من المحبوب ولا طلب الاستغاثة به ولا طلب المدد منه ولا أن يكون واسطة بين الله وبين المريض ولم يطلب منه التوسل بالمحبوب وليس المحبوب من سيزيل المرض والخدر وليس وسيلة لذلك وغاية الامر هو ذكر اسمه فقط مجرداً من غير يا النداء وقيل في حِكم العرب قبل الإسلام ان ذكر المحبوب يسرع جريان الدم في جسد الذاكر له فيزول به الخدر(أي: يزول بجريان الدم السريع وارتفاع حرارة الجسد) وليس بالمحبوب ذاته. فإن علمنا هذا علمنا أن من نادى غير الله فقد وقع في الشرك. ═══❁✿❁═══ ⚠️🔚 الخلاصة: 📍⛔ أثر ابن عمر باطل مضطرب لا يثبت ولا يصح عنه. ═══❁✿❁═══ ❌🔙 وليس كل ما يورده العلماء في كتب الأدعية والأذكار أو كتب الترغيب مقبول محتج به، بل منه ما هو صحيح مقبول، ومنه ما هو مردود لشدة ضعفه أو نكارته. ═══❁✿❁═══ 🛑 وابن تيمية لم يتحرّ الصحيح من الأذكار في كتابه: الكلم الطيب، لذلك تصدى أهل العلم لتخريج كتابه وبيان الصحيح منه والضعيف. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼