: القسم

5- التصوّف والتشيّع

: عنوان الفتوى

حكم قول: عاشق النبي يصلي عليه ومعنى العشق

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله فيكم هل يجوز *تسمية* عاشق الشهادة؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ➖ آمين وفيكم بارك الله ═══❁✿❁═══ ⛔ هذا لا يجوز مطلقاً ➖ وقد تكلم بعض أهل العلم سابقاً ولاحقاً (من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين) في هذه اللفظة وبيّنوا ايّما تبيان عن خطورة وفحش استخدام هذه الفظة في حق الله ورسوله والصالحين من خلق الله. (أو في غير مكانها الطبيعي وهو بين الزوجين فقط). وسننقل اليكم جانباً من هذه الأقوال بعون الله. ═══❁✿❁═══ ⛔ كما لا يجوز هذا المصطلح 🔙 *(عاشق)* في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وإطلاق لفظ العشق في التعبير عن محبة الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم محرم، لأن *العشق 👈🏼 حب مع شهوة* ، وهو محال في جانب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. ═══❁✿❁═══ ❌🔚 وقد استحسن الصوفية المشركون مقولة: *(عاشق الله)* أو*(عاشق الرسول)* أو *(عاشقة الرسول)* وهذا في نفسه ضلال مبين، والعياذ بالله، حيث إن العشق لا يجوز إطلاقه على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصالحين من الخلق، لأنه درجة من درجات الحب، لكنه *مقرون بالشهوة بين العاشقَين* ، ═══❁✿❁═══ ✅🔙 *وهو جائز فيما بين الرجل وزوجته فقط* ، ومحرَّم فيما سوى ذلك ═══❁✿❁═══ ⛔❌ فلا يجوز إطلاقه في جانب محبة الرجل أمه، أو أخته، أو ابنته، أو غيرهن من محارمه، فضلاً عن أن يجوز في جانب الصالحات من الخلق ═══❁✿❁═══ ❌⛔ فلا يقال في جانب محبتنا لأم المؤمنين الطاهرة المبرأة عائشة رضي الله عنها: *(عاشق عائشة)* لا من الرجال ولا من النساء، فما بالك بمن يطلقها في جانب محبة النبي صلى الله عليه وسلم، بل فوق ذلك في جانب محبة الله تعالى؟؟. وبذلك يظهر الخطأ الفاحش في عبارة: *(عاشق النبي يصلي عليه)*. ═══❁✿❁═══ ⛔ وكذلك لا يجوز القول: 🔙🔙 ❌ *عاشق القرآن* ═══❁✿❁═══ ❌ *عاشق الجنة* ═══❁✿❁═══ ❌ *عاشق الكعبة* ═══❁✿❁═══ ❌ *عاشق.....الخ* ═══❁✿❁═══ ⛔⚠️ *ولجهل أمتنا العربية والإسلامية بلغتها الأم صار عندنا تخبط وانحراف لغوي دون الرجوع الى مصدر هذه اللغة بفهم وعلم* 🔚 فنجد البعض يكتب ❌ أعشق الله ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق محمداً صلى الله عليه وسلم ═══❁✿❁═══ ❌ والبعض يعشق الشهادة ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق القرآن ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق الجنة ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق الصلاة ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق ويعشق ═══❁✿❁═══ 🔙 والبعض ❌ يعشق الموت ═══❁✿❁═══ .🔙❌❌❌............الخ ═══❁✿❁═══ 📍🤲🏼 وأستغفر الله من هذه الأقوال الفاحشة ═══❁✿❁═══ 🟩✅ وكلهم يقصدون المحبة بلا شك إن احسنا الظن. 🚫 ولكن خاب لفظهم وان صحت نيتهم ❌🚫 فالنية الصالحة لا تصلح القول الفاسد ولا العمل الفاسد ═══❁✿❁═══ 👈🏽🛑 فالعشق له معنى واحد لا ثاني له في لغة العرب وهو: 🔙🔙 *الحب المقترن بالشهوة الجنسية* 🚫🔙 يعني الجمااااااع ═══❁✿❁═══ 👈🏽🟪 فعندما يقول أحدهم أعشق فلانة يقصد انه يريد جماعها. ═══❁✿❁═══ ‼️🔚 فهل عرفتم معنى قولهم الفاحش؟ 🚫🔚 عاشق النبي يصلي عليه ؟؟؟!! ═══❁✿❁═══ ‼️ 🤲🏼 أستغفر الله مما يقوله الجهلة نقلاً دون علم ولا فهم لما ينقلونه. ═══❁✿❁═══ ⚠️🔚 والبعض يعتمد في اطلاق لفظة العشق على حديث مكذوب وهو: 🔙⛔ ((من عشِقَ، وكتم، وعفَّ، فماتَ، مات شهيداً)) ⛔ الدرجة: موضوع مكذوب. ═══❁✿❁═══ 🚫⚠️ فلا قيمة لما يعتمدون عليه أصلاً ثم هل يعتمد الصوفية المشركون على دليل في اقوالهم وأفعالهم أصلاً حتى يتقيدوا به⁉️ وفي حال انهم اعتمدوا في شركهم على ادلة فكل ادلتهم التي يعتمدون عليها إما انها مكذوبة باطلة أو يؤلونها حسب افهامهم السقيمة الخبيثة. ◾◾◾ ═══❁✿❁═══➡️⬅️═══❁✿❁═══ ◾◾◾ 🟨🟪🟦 وبمناسبة الحديث عن الصوفية في الآونة الأخيرة وخاصة بعد مؤتمر الماجن قاديروف، واعتبار الصوفية هم أهل السنة والجماعة في الجانب الأخلاقي والسلوكي, فإني أنبه على "كلمة" بل مصطلح اختص به القوم، وأطلقوه على كل محبوب لهم, ألا وهو (العشق)، فعُرِف عندهم: (عاشق النبي)، و(عاشق المصطفى)، بل وأعظم من ذلك ما عرف عن رابعة العدوية أنها شهيدة (العشق الإلهي), فهل عَرف القوم معنى العشق على حقيقته ثم ما زالوا يطلقونه على النبي صلى الله عليه وسلم؟, بل وعلى الله تعالى, أم أنهم في سُكْر ما أفاقوا منه إلى هذه الساعة. ═══❁✿❁═══ 🟫🟪🟨 العشق في حقيقته درجة من درجات الحب, بل قال بعضهم: هو أعلى درجات الحب, لكن يتميز العشق عن سائر درجات الحب أنه مقرون بالشهوة الجنسية, فهو:"حب بشهوة الرجل للمرأة والعكس", أو هو: "حب لمن يشتهى الجماع". ولا تَعرف العرب كلمة "العشق" إلا مقرونة بالنساء. ═══❁✿❁═══ 🔲🟦🟪 قال الفيروزآبادي: [العشق والـمَعشَق كمَقعَد: عجب المحب بمحبوبه، أو إفراط الحب, ويكون في عفاف وفي دعارة. أو: عمى الحس عن إدراك عيوبه, أو مرض وسواسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور]. 📍 القاموس المحيط (ص: 1174) ═══❁✿❁═══ 🔙 إذن هو إفراط الحب في عفاف, كما يكون بين الزوجين ونحوهما, ويكون في دعارة، وهو ما يكون في غير ما أحل الله. ═══❁✿❁═══ ⬛🟦🟨 وقال الخليل بن أحمد: [عشقها عشقاً, والاسم العشق, وفلان عشيق فلانة, وفلانة عشيقته, وهؤلاء عشاقُ وعشاشيق فلانة]. 📍 كتاب العين (1/124). ═══❁✿❁═══ 🛑 فلم يقل: عشقه عشقاً, بل ربط الضمير بالأنثى على وجه الحصر. 🟩 وقال أبو البقاء العكبري في الكليات (ص: 398): 🟪 [والعشق: مقرون بالشهوة، والحب مجرد عنها]. 🟦 ثم شرع يعدد مراتب الحب. ⬅️ وقال الفيومي في المصباح المنير (2/412): 🔙 [قال ابن فارس: العِشْقُ: الإغرام بالنساء, والعِشْقُ الإفراط في المحبة, ورجل عَاشِقٌ, وامرأة عَاشِقٌ أيضاً]. ═══❁✿❁═══ ⬛🟩🟪 وقال الحميري: [العَشَق والعِشْق: وهو مصدر العاشق الذي يهوى النساء، والجميع: العُشّاق. والمرأة معشوقة وعاشقة]. 📍 شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (7/4558). ═══❁✿❁═══ 🟨🟫🟦 وقال العسكري: [فأمَّا العِشقُ فهوَ إفراطُ الحُبِّ، وقال الأصمعيُّ: لا يكونَ إِلاَّ منَ الرِّجالِ للنِّساءِ خاصَّةً]. 📍 التلخيص في معرفة أسماء الأشياء (ص: 86). ═══❁✿❁═══ 🟦⬛🟩 وقال أيضاً: [الفرق بين العشق والمحبة: أن العشق شدة الشهوة لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنسانا, والعزم على مواقعته عند التمكن منه، ولو كان العشق مفارقا للشهوة لجاز أن يكون العاشق خاليا من أن يشتهي النَّيل ممن يعشقه، إلا أنه شهوة مخصوصة لا تفارق موضعها وهي شهوة الرجل للنيل ممن يعشقه، ولا تسمى شهوته لشرب الخمر وأكل الطيب عشقا، والعشق أيضا هو الشهوة التي إذا أفرطت وامتنع نيل ما يتعلق بها قتلت صاحبها ولا يقتل من الشهوات غيرها ألا ترى أن أحدا لم يمت من شهوة الخمر والطعام والطيب ولا من محبة داره أو ماله ومات خلق كثير من شهوة الخلوة مع المعشوق والنيل منه]. 📍 اهـ الفروق اللغوية للعسكري (ص: 358) ═══❁✿❁═══ 🟪🟨⬛ وقال ابن الجوزي: [قَالَ السراج: وبلغني أن أبا الْحُسَيْن النوري شهد عَلَيْهِ غلام الخليل أنه سمعه يَقُول: "أنا أعشق اللَّه عز وجل وَهُوَ يعشقني" فَقَالَ النوري: سَمِعْتُ اللَّه يقول: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} وليس العشق بأكثر من المحبة. قَالَ القاضي أَبُو يَعْلَى وَقَدْ ذهبت الحلولية إلى أن اللَّه عز وجل يُعشَق. ═══❁✿❁═══ 🟩🟦🟪 قَالَ ابن الجوزي: وهذا جهل من ثَلاثَة أوجه: 🔚 أحدهما: من حيث الاسم، فَإِن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما يُنكَح. ➖➖➖ 🔙 والثاني: أن صفات اللَّه عز وجل منقولة، فهو يُحِب؛ ولا يقال يَعشَق. ويُحَب؛ ولا يقال يُعشَق، كَمَا يقال: "يعلم" ولا يقال: "يعرف". ➖➖➖ 🔙 والثالث: من أين لَهُ أن اللَّه تعالى يحبه فهذه دعوى بلا دليل]. 📍 اهـ تلبيس إبليس (ص: 153). ═══❁✿❁═══ 🟨🟫⬛ ويقول العز بن عبد السلام: [لا يجوز أن يُنسب إلى الله تعالى أنه يَعشق ويُعشق؛ لأن العشق فساد في الطبع محيل لما لا وجود له. فمن أطلق هذا على محبته لله عُزِّر، وإطلاقه على محبة الله إياه أقبح وأعظم، فيعزر تعزيرًا أعظم من تعزير من أطلق هذا اللفظ علىَ محبته لربه؛ إذ لا يوصف الإله إلا بأوصاف الكمال ونعوت الجلال؛ التي ورد استعمالها في الشرع. ═══❁✿❁═══ 🟫🟦🟪 والفرق بين العشق والمحبة: أن العشق فساد يخيِّل أن أوصاف المعشوق فوق ما هي، ولا يتصور مثل هذا في حق الإله الذي يرى الأشياء ويعلمها على ما هي عليه، وكذلك لا يُطلَق على حب العبد للرب؛ لاستعارة أنه يخيل للعاشق فوق كمال المعشوق، والله لا يفوقه أحد على كماله، فضلاً أن نتخيل أنه فوق كماله] 📍 اهـ فتاوى العز بن عبد السلام (رقم/192(. ═══❁✿❁═══ ⬛ 🟩🟦وقال ابن أبي العز الحنفي: [السَّابِعَةُ: الْعِشْقُ: وَهُوَ الْحُبُّ الْمُفْرِطُ الَّذِي يُخَافُ عَلَى صَاحِبِهِ مِنْهُ، وَلَكِنْ لَا يُوصَفُ بِهِ الرَّبُّ تَعَالَى وَلَا الْعَبْدُ فِي مَحَبَّةِ رَبِّهِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَطْلَقَهُ بَعْضُهُمْ. وَاخْتُلِفَ فِي سَبَبِ الْمَنْعِ، فَقِيلَ: عَدَمُ التَّوْقِيفِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَلَعَلَّ امْتِنَاعَ إِطْلَاقِهِ: أَنَّ الْعِشْقَ مَحَبَّةٌ مَعَ شَهْوَةٍ]. 📍 شرح العقيدة الطحاوية (ص: 89). ═══❁✿❁═══ 🟦🟨🟫 وقال الشيخ بكر أبو زيد: [العشق. فيه أمران: 1️⃣➖ منع إطلاقه على الله تعالى، ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى خلاف طائفة من الصوفية في جواز إطلاق هذا الاسم في حق الله تعالى، وذكروا فيه أثراً لا يثبت، وأن جمهور الناس على المنع، فلا يقال: إن الله يعشق، ولا عشقه عبده، وذكر الخلاف في علة المنع. والله أعلم. ═══❁✿❁═══ 2️⃣➖ امتناع إطلاقه في حق النبي صلى الله عليه وسلم، كما في اعتراضات ابن أبي العز الحنفي على قصيدة ابن أيبك؛ لأن العشق هو الميل مع الشهوة، وواجب تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ الأصل عصمته صلى الله عليه وسلم]. 📍 اهـ معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد (19/ 22). ═══❁✿❁═══ 🟫⬛🟦🔙 إذا تبين هذا عُلِم بكل جلاء أنه لا يطلق العشق في لسان العرب وما تعرفه في أشعارها ونثرها إلا على علاقة الحب بين الرجل والمرأة, في مباح أو حرام. ═══❁✿❁═══ 🟨🟪🟩 وعليه فإن إطلاق هذه اللفظة وما يشتق منها على حب الله سبحانه أو رسوله صلى الله عليه وسلم محرم، مهما كان مراد قائله. ═══❁✿❁═══ ⚠️‼️ ألا فلتعلن الصوفية توبتها من التلاعب بعقول الناس وخداعهم تحت مسميات تحمل السم في الدسم. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼